شد إنتباهي مؤخرا العدد 6 كعدد للنواب الذين يرافقون معالي رئيسهم في زيارات سندبادية يقطعون خلالها الفيافي والقفار لزيارة بعض الدول ، ولا أعلم إن كان معاليه رأس وفد الـ 10 لحضور حفل أوباما الذي ورد ذكره في عمون ، والذي نفته مصادر أخرى .
قيام وفود برلمانية كبيرة العدد بزيارات كثيرة للدول الشقيقة والصديقة ظاهرة برلمانية أردنية بامتياز. ومن البديهي أن يرأس معاليه وفد الزيارة الميمونة الموعودة . السؤال الذي يدور في تفكيري : ما هو هدف الزيارة ؟ وماذا ستحقق للوطن الذي يزعم فيه الجميع - صدقا أو كذبا - أنه الشغل الشاغل ؟ . إن كان الهدف هو الاطلاع على " المسيرة البرلمانية " للبلد الذي ستتم زيارته أعتقد جازما أن بإمكان موظف علاقات عامة في السفارة الأردنية في ذلك البلد إحضار كل النشرات الرسمية والاعلامية الخاصة بذلك المجلس ويرسلها بالحقيبة الدبلوماسية إلى مجلسنا الموقر ، عندها سنعرف كم من أصحاب السعادة النواب سيطلع عليها ؟ كما يمكن للعلاقات العامة في مجلسنا الموقر أن تخاطب سفارات الدول المرغوب بالاطلاع على مسيرتها البرلمانية وستكون هذه السفارات مستعدة لتزويد المجلس الموقر بكل ما يريد . أما إن كان هدف الزيارة تعريف برلمان الدولة المقصودة بمسيرتنا وانجازاتنا البرلمانية التي سمع بها من في أذنه صمم ، يمكننا أن نعد نشرة تفصيلية بعدة لغات كيف يتم الترشح للمجلس الموقر ؟ وكيف ينال المرشح الأصوات ؟ وكيف وبماذا يعد الناخبين من المواطنين ؟ وكيف يغيب النصاب في الاجتماعات الحاسمة ؟ وكيف ينال العلاوات والبدلات سريعا ؟ وكيف يتم " سلق " المناقشات الخطيرة ؟ في حين تتم إطالتها حيث يجب التقصير ؟ لترسل النشرات إلى برلمانات العالم ، ويا هلا بالضيف لمن يرغب بالاستزادة من الشعر أبياتا .
وعودا إلى عدد أعضاء الوفد . لماذا هذا العدد الكبير ؟ إن كان الموضوع " فزعة " برلمانية لماذا لا يتألف الوفد من 10 أو 20 عضوا ؟ وإن كان الأمر غير ذلك لم لا يتألف من عضوين لا ثالث لهما ، ونوفر المياومات والبدلات وما نحو ذلك على موازنتنا المرهقة ؟ ونوفر على أصحاب السعادة وعثاء السفر ، والغياب عن الوطن الحبيب ؟ .
إن كانت زيارات معالي رئيس المجلس وسعادة الأعضاء على نفقة البلد المستضيف ، ألا تقتضي الأصول والأعراف دعوة رئيس وأعضاء من مجلس تلك الدولة لرد الزيارة بمثلها ، وأن يستضيفهم الوطن الحبيب على نفقته ؟ وبذلك تكون النفقات على كل الأحوال على حساب الوطن المعطاء ؟.
من المنطق أن نسأل : هل تشبه وفود مجالس النواب في الدول الأخرى وفودنا البرلمانية في شكلها الأقرب إلى " جاهات " الأعراس والصلح العشائري ، أو " الفزعات " على أقل تقدير؟ ؟ .
haniazizi@yahoo.com