اكاديميون وكتاب يعاينون في "شومان" المنجز الابداعي للسعافين
19-09-2017 07:37 PM
عمون - عاين اكاديميون وكتاب مساء امس في منتدى عبدالحميد شومان، مسيرة الدكتور ابراهيم السعافين في حقل التدريس الجامعي والكتابة النقدية والابداعية، ضمن حفل اشهار الكتاب المعنون (يشرق من كل افق : الى ابراهيم السعافين) الذي يضم قراءات معرفية وجمالية في منجزه ن الابداعي.
وجال الدكتور يوسف بكار في الحفل الذي اداره الشاعر زهير ابو شايب، داخل عوالم السعافين الاكاديمية والابداعية، لافتا الى منهجيته النقدية والمعيته في سائر كتاباته واختياراته الصائبة والدقيقة لموضوعاته، في اهتمام وسعي دؤوب لسبر اغوار اكثر من بيئة ثقافية ومعرفية، وذلك بحكم تنقله بين المؤسسات التعليمية الموزعة في اكثر من بلد عربي، لان غايته دائما تكمن في اثراء ذائقة الدارسين والباحثين والمهتمين بالوان جديدة من الرؤى والافكار المستمدة من موروث قديم او من كتابة معاصرة.
وقدمت الدكتورة مها القصراوي ، ورقة نقدية في الاصدار حملت عنوان "الاديب الناقد"، بينت فيها، ان الدكتور السعافين لم يكن أستاذا لطلابه فقط، وإنما كان صديقا ومعلما وشيخا لمريديه، يخوض معهم في شتى القضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية، مثلما يحرص ايضا على الاستماع لهم بعقله وقلبه رغم مواقف الاختلاف معه في بعض القضايا، فهو لم يفرض رأيه في يوم ما على احد، وكان المعلم الحقيقي لطلبته لمعاني الحرية في التفكير والتعبير والنقد وتقبل الرأي الآخر.
وقالت القصراوي إن السعافين ناقد راسخ، جذوره الثقافية ضاربة في عمق التراث العربي، وعيناه مصوبتان تجاه المعارف الغربية يقطف منها ما يراه متلائما مع واقعه العربي، حتى كان وما زال ناقدا متفردا بمنهجية مستقلة، سعى من خلال أبحاثه ودراساته إلى العمل على تأسيس مشروع عربي نقدي ينهل من التراث وتغذيه روح المعاصرة لا تجذبه المناهج الغربية دون إمعان النظر والتأمل، فهو يرى بعين الناقد ما لم يره الأديب في نصه ويؤمن بأن النقد هو إبداع على إبداع.
وأضافت، ان كتاب "يشرق من كل أفق" الذي حرره الدكتور جمال مقابلة، يساعد الباحث في أية دراسة مستقبلية يقوم بها عن الأديب والناقد الدكتور إبراهيم السعافين، إذ تضمن القسم الأول من الكتاب دراسات ومقالات وشهادات عن السعافين وإبداعه ونقده. ومن يتأمل في أسماء الباحثين فإنهم من مختلف الأقطار العربية، وهذا يؤكد أن الدكتور السعافين لم يكن في يوم ما إقليميا أو منغلقا، وإنما كان في حواره منفتحا وهو من يردد دائما، إن الحوار والديمقراطية هما مفتاح الحل في مجتمعنا العربي الذي يمور بالصراعات والدماء. وأما القسم الآخر من الكتاب، فهو مجموعة من الدراسات الأدبية والنقدية المهداة إلى الدكتور السعافين، وهذا القسم يغني القارئ والباحث عن المعرفة في الأدب والنقد لما يحتويه من مواضيع كثيرة تلبي حاجته الفكرية.
وسلط الدكتور نارت كاخون الضوء على المقترحات المعرفيّة والجماليّة والأخلاقيّة في تجربة السعافين النقديّة ومنهجيته في التدريس حين كان يطلب من طلبته قراءة أهمّ كتب النقد المترجمة والعربيّة بل الإنجليزيّة إن وجد في طلبته مَن يُتقنها، فلا يخلو أسبوع من كتابين أو ثلاثة من مفاصل الكتب النقديّة عسيرة التأليف دقيقة الموضوعات، ثمّ عرض أفكارها، ثمّ مناقشتها ونقدها، ولم يكن النقد عنده في تنظيره وتطبيقه همهمات وتعويذات وثرثرات وادّعاءات مجانيّة تسكن فضاء اللغة دون أن يكون للنقد تأصيله وتأسيسه؛ فالنقد نظير الإبداع، ومنحازاً إلى الصدق والجمال.
يشار الى ان السعافين ولد العام 1942، وحصل على ليسانس الآداب في اللغة العربية وآدابها من جامعة القاهرة العام 1966، ثم الماجستير فالدكتوراه، وعمل أستاذا للأدب العربي في عدد من الجامعات الأردنية والعربية وأستاذا زائرا في عدد من الجامعات الأجنبية، وله العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات وحصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب العام 1993، وجائزة الملك فيصل العالمية العام 2001