المصالحات العربية تعزز خيارات الاردن السياسية
فهد الخيطان
21-01-2009 05:35 AM
* عمان قادرة على لعب دور في التجسير بين عواصم الاعتدال والممانعة
تعزز المصالحة العربية في قمة الكويت سياسة تنويع الخيارات الاقليمية التي انتهجها الاردن في الاونة الاخيرة ولهذا لم يكن غريبا مساهمة الملك عبدالله الثاني في جمع اقطاب معسكري الاعتدال والممانعة على طاولة واحدة.
على مدار اسابيع العدوان الصهيوني على غزة حاول الاردن ان ينأى بنفسه عن التجاوزات الحادة بين عواصم الاعتدال والممانعة وحافظ على مسافة معقولة بين موقفه ومواقف عربية اخرى بدت للرأي العام كأنها متواطئة مع العدوان الاسرائيلي, لكن مع اشتداد حدة الاستقطاب تقلص هامش المناورة المتاح امام الاردن وتجلى ذلك في قراره بمقاطعة الاجتماع التشاوري في الدوحة. وتوقع بعض المحلليين بعد هذه الخطوة ان تتجد الازمة مع قطر بعد ان تم تجاوزها قبل اشهر الا ان مسؤولين قالوا في حينه ان قطر تفهمت غياب الاردن عن لقاء الدوحة واكدوا ان العلاقات بين البلدين لن تتأثر سلبا.
المصالحة بين القاهرة والرياض من جهة ودمشق والدوحة من جهة اخرى ستمنح الاردن حرية الحركة بين المحاور بما يوفر له فرصة اتخاذ مواقف متوازنة تضمن استمرار تحالفاته التقليدية من ناحية وتحقق من ناحية اخرى التوازن المطلوب في العلاقات الاقليمية والداخلية الى جانب مصالحه الاقتصادية. لا بل ان المصالحة وما يترتب عليها من خطوات اخرى في المستقبل القريب ينبغي ان تعطي الاردن حضورا اكثر فعالية في المنطقة. والتسويات التي تمت في الكويت معرضة للانهيار في اي لحظة والتجارب السابقة خير دليل اذا لم تستمر اطراف عربية مثل الاردن والكويت في تجسير المواقف واحتواء الازمات المتوقعة قبل حدوثها.
وستواجه المصالحة العربية امتحانا بمجرد الشروع في جهود المصالحة بين فتح وحماس التي سيتحدد مصيرها بمواقف الاطراف الاقليمية ومدى استعدادها لتقديم تنازلات متبادلة في مرحلة تشهد تغييرا جذريا في ادارة الحكم بامريكا يتوقع المراقبون ان يكون لها تأثير على مواقف دول الممانعة والاعتدال.
واذا كان الاردن معنيا ومستفيدا من اجواء المصالحة العربية عليه ان يبادر لاتخاذ خطوات تساعد الفلسطينيين على تجاوز حالة الانقسام بين الضفة والقطاع لمواجهة المشروع الاسرائيلي الساعي لتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار. وحتى يكون دور الاردن مؤثرا في المجال, عليه ان يوسع دائرة اتصالاته مع الاطراف الفلسطينية كافة وعلى الاخص حركة حماس, ولا بد ان تشمل الاتصالات ايران باعتبارها لاعبا اساسيا في الساحة الاقليمية. وفي الاثناء يتعيين على الاردن ان يعيد تعريف موقعه في محور الاعتدال ليستعيد دوره الذي تراجع في الازمة الاخيرة, ويحافظ في نفس الوقت على علاقة وثيقة مع السعودية.
يبدو الاردن في المعادلة وكأنه يمشي على حبل مشدود ويحسب خطواته بدقة متناهية يميل حيث تميل مصالحه شرط ان يبقى واقفا.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net