هل تحتاج حكومة الملقي للتعديل؟د. عدنان سعد الزعبي
19-09-2017 11:46 AM
لعله من المنطق القول ان التفكير بالتعديل الوزاري او اجراء اي تعديل على حكومة الدكتور الملقي كما تتداوله الصالونات السياسية ووسائل الاتصال المجتمعية، لم ولن يكون ذا معنى أو جدوى، ولن يغير من معادلة المعاناة التي يتحملها المواطن الاردني، فالأردن معروف للقاصي والداني انه من أكثر دول العالم جنيا للضرائب، وها نحن اليوم نبشر بضرائب جديدة (كثر الله خيركوا). ولا اريد أن أذكرها، فقد يطول الكلام، وبالتأكيد عندها لن أجد مساحة لفكرة المقال وهدفه. فالدكتور الملقي ومنذ تشكيله لحكومته الاولى في 25-5-2016، وهو يدرك تماما أن الملف الاقتصادي هو الأساس، وأن ملفات السياسة الخارجية والصراع الاقليمي، ملفات موكلة لغير الحكومة تدار وتبرمج وفقا للمتغيرات الدولية وسياسات المصالح الدولية. ولم تكلف الحكومة وفقا لكتاب التكليف إلا للتركيز على الموضوع الاقتصادي وجلب الاستثمار ومعالجة البطالة والفقر ومواجهة الفساد ، وتعزيز النزاهة وتحقيق العدالة والمساواة ، وتعظيم هيبة الدولة وتوجيه الدعم لمستحقيه ووضع برامج عملية وواقعية للتشغيل ، وتنظيم سوق العمل الاردني ، واستحداث الفرص لأبناء الوطن ، والبدء بتطبيق برامج من شأنها معالجة مفهوم الدولة الريعية ، والوظيفة الحكومية بتعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه من النهوض بمسؤولياته الوطنية ، بالمشاركة مع الاقطاع العام بتطوير الواقع الاقتصادية والعمل على تعزيز روح العمل والانتاج ، وتوفير المناخات التشريعية والادارية اللازمة ..الخ. كلها كانت توجيهات واضحة للحكومة بالتعاون مع مجلس الامة والسلطة القضائية وفقا لمفهوم الشراكة الحقيقية التي يحكمها الدستور. وكان حقا للرئيس الملقي أن يجري تعديله الاول بعد تشكيل الحكومة الثانية في 28-9-2016 بيوم لأسباب قانونية، ثم ما لبث وأجرى تعديلا آخر على حكومته في 15-1-2017 انتزع خلاله الهم الاكبر الذي جثم على صدره بخروج اربعة حيتان كانوا يشكلون مصدا قويا للرياح الرطبة التي يهواها الملقي داخل مجلس الوزراء ، ، قلنا عندها لا بد للرئيس من ان يفك قيوده ، ثم ما لبث وأجرى تعديلا ثالثا في 14-6-2017 غير خلاله ثلاثة وزراء بهدف تنشيط اداء بعض الوزارات الخدماتية وزيادة الانسجام داخل مجلس الوزراء ، ثلاثة تعديلات تمت خلال سنة واسبوعين من تشكيلها. وباعتقادنا هذا وقت وفرصة كافية لاستقرار المجلس وانسجامه ولملمته وشد حباله. واليوم تطالعنا الاوساط السياسية والاعلامية بأن تعديلا رابعا سيجريه الرئيس الملقي على حكومته بهدف تنشيط الحكومة والارتقاء بأداء هذه المؤسسات الحكومية. وإذا صحت نبوءة هذه الاوساط، فهل الحكومة تحتاج بالفعل الى تعديل لغاية التنشيط، وهل المسألة متعلقة بالشخوص ام بالسياسات، وهل الوزير نفسه الذي يصنع السياسة أم الطواقم المعنية في كل مؤسسة ام بالتشارك معا؟ وهل تم اختيار الافضل ووفرت لهم الامكانيات والمناخات التي تمكنهم من المضي والانطلاق والتطوير من الوزراء ومجلس الوزراء. لا نريد أن نهاجم ولا أن نتهجم بمقدار ما نريد أن نقول : انظروا إلى حال المؤسسات الحكومية انظروا إلى نفسيات الموظفين، أنظروا إلى مخصصات المشاريع الاستثمارية ، بل انظروا إلى ممارسات وادارة عدد من الوزراء ، عندها ستحكمون على واقع الحال وستكتشفون تراجع الأداء. ؟؟!! |
الله يصلح الحال وكان الله بعون الشعب الكادح
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة