إذا لم تتغير فمن الممكن أن تفنى
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
18-09-2017 11:50 PM
كثير منا يصاب بالتعنت برأيه والاعجاب بنفسه ويسمي ذلك مبدأ وقواعد وقوانين في حياته، سواء أكان ذلك بالتعامل مع الناس أو في طريقة ترتيبه لحياته أو عمله، ويتفاخر بهذا الأسلوب..هذا جميل جداً ولكن ليس في جميع المواقف والحالات وليس مع جميع الشخصيات، إن ذلك في بعض الأحيان يُدعى تحجرا فكريا وتصلبا في الرأي، وتفاخرا في غير موقعه، اسألني لماذا؟
لأنه هناك الكثير من الحالات والمواقف تتطلب مرونة وتغيير الأسلوب ليس رياء أو نفاق، بل سلاسة بالتعامل لتستطيع أن تتعايش مع الناس وتتقبل آراءهم، جميل أن ترى موقف ولا تقوم بانتقاده مباشره لأنه من الممكن أن تخسر الشخص الذي تنتقده، فمن الممكن تجزئة النصيحة بعدة مواقف أو اختلاق مواقف مرة أخرى لإيصال الرسالة، الحياة حكمة وتعقل وذكاء، الحياة فن في التعامل، ومن لا يملك هذا الفن فلن يستطيع أن يعيش بسلام وأمان، ذلك لأن الحياة مثل قيادة السيارة، فمن الممكن أن تسلك طريقا صعبة ومن الممكن أن تسلك طريقا أسهل ( وكل الطرق تؤدي إلى روما) وهناك عدة أساليب للوصول إلى ما نريد وإيصال الفكرة، دعونا نرشّح طرق تعاملنا، انظر معي ماذا قال الله عز وجل في كتابه الحكيم: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، لاحظ أن الله أعطاك أكثر من خيار وأكثر من طريقة حتى تستخدم ما يتأقلم مع الموقف لأن لكل مقام مقال، ولكل باب مفتاح يناسب فتحه، فلنركز على اتقان أساليب التعامل حتى نصل إلى قلوب الآخرين.
نستطيع أن نكون انموذجاً لمن حولنا ولمن نرافقهم، فلعلك تتصرف في موقف ما بطريقة إيجابية أو تتكلم كلمة بأسلوب معين بطريقة صحيحة ويقتدي بها آخرون دون علمك، وهكذا تكون إنسانا قدوة وموزع رسائل إيجابية دون أن تعلم، وخذ هذه النصيحة، وجنبني النصيحة بالجماعة (تجنب أن تخذل إنسان أو تجرحه بين مجموعة فبذلك تكون قد هدمت ولم تبنِ وجرحت بدل أن تعالج).