الاستيطان الصهيوني في وادي الأردن
د. آمنة ابو حطب
18-09-2017 12:32 PM
شكل وادي الأردن احد المناطق الجغرافية المميزة في فلسطين، فانخفاض المنطقة جعلها ذات مناخ معتدل شتاءً وحار صيفا مما جعلها تزرع بمحاصيل زراعية مختلفة عن باقي مناطق فلسطين، ناهيك عن المحاصيل الأخرى كالخضار مثلا والتي تنضج في أوقات مبكرة عن باقي مناطق فلسطين، مع احتلال اسرائيل الضفة الغربية، عمدت اسرائيل الى تهجير سكان وادي الأردن، في خطوة تهدف الى افراغه من سكانه الأصليين وزرع مستوطنين مكانهم كخطوة أولى تمهيداً لضمه لكيانها، لم تكن منطقة وادي الأردن الوحيدة التي تعرضت للهجمة الاستيطانية، ولكنها كانت مبكرة عن غيرها من المناطق ،حيث نشأت اولى المستوطنات بها بعد مرور عدة أشهر من احتلال الضفة الغربية، اختلفت الأحزاب الاسرائيلية في أولويات مناطق الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة ولكنها أجمعت على ضرورة استيطان وادي الأردن ،وذلك لما يشكله الوادي من أهمية للمشروع الاستيطاني الصهيوني.
مر الاستيطان الصهيوني في وادي الأردن بعدة مراحل تذبذبت خلالها الهجمة الاستيطانية على الأرض العربية الفلسطينية ،و تحقق لإسرائيل السيطرة على مساحة واسعة من وادي الأردن بالإضافة لإغلاقها لمنطقة الوادي والسفوح الشرقية المحاذية لها بالكامل.
أنشأت اسرائيل المستوطنات في وادي الأردن على شكل سلسلتين متواصلتين احداهما محاذية لنهر الأردن أما السلسلة الأخرى فأنشأت بمحاذاة السفوح الشرقية بغية أن تحمي هذه المستوطنات بعضها ان تعرضت لأي هجوم خاصة من الشرق، بلغ عدد المواقع الاستيطانية المحاذية لنهر الأردن 29 موقعا بينما انتشرت أكثر من 11 موقعا استيطانيا على السفوح الشرقية.
أحدث الاستيطان الصهيوني في وادي الأردن أثاراً ًتدميرية طال جميع نواحي حياة المواطن الفلسطيني الذي تعرض نتيجة لها للتهجير، كما صودرت أرضه ومياهه وقيدت حركته، وبالمقابل يتمتع المستوطنون فيه بحرية مطلقة.
لقد شكلت الطرق الالتفافية حواجز قطعت أوصال الأراضي الفلسطينية لخدمة المستوطنون ومستوطناتهم منتهكة بذلك أمن ومصلحة المواطن الفلسطيني.
وشكل صمود المواطن الفلسطيني على أرضه أهم ركيزة في مقاومة الاستيطان الصهيوني في وادي الأردن ،كما أسهمت عدة مؤسسات حكومية وأهلية في دعم صموده وفي دعم مواجهة المشروع الاستيطاني الصهيوني، رغم أن هذا الدعم وهذه المقاومة لم يكونا بحجم الهجمة التي تعرض لها وادي الأردن.