كثرة الحروب والفتن في منطقتنا العربية بالرغم من حجم
د. اخليف الطراونة
18-09-2017 12:08 AM
الثروة الطبيعية في معظم بلدانها وبقي أهل هذه البلدان مشحونون بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والكراهية! لذا فإن مسألة إعمار بلداننا تحتاج الى إعادة إعمار الذات وتشكيل الإطار الفكري والقبول المجتمعي قبل بناء المباني ومد الطرق والجسور. فنخن بحاجة الى إعادة بناء الانسان .
"نيجيريا" من أغنى الدول بالثروات الطبيعية والمعادن ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكنها لا زالت تزخف خلف ركب الحضارة والتقدم، والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات الطائفية.
فيما سنغافورة البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم لأنه رئيس بلد ليس فيه موارد طبيعية ومليئة بالمستنقعات والبعوض.. يتقدم اليوم على اليابان في مستوى دخل الفرد لأنه آمن بمورده البشري ودعمه وعزز من قدراته.
في منطقتنا فقط لا زالت الحكومات وشعوبها تنظر لباطن الأرض وما ستخرجه كي تعيش .. في الوقت الذي أصبح الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحاً في كل دول العالم المتقدم
هل فكرنا مثلا ونحن نشتري تلفون جالكسي أو آيفون كم يحتاج هذا التلفون من الثروات الطبيعية
ستجده لا يكلف دولارات قليلة من الثروات الطبيعية ..((جرامات بسيطة من المعادن وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك)) ولكنك تشتريه بمئات الدولارات تتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز ... والسبب أنه يحتوي على ثروة تقنية من إنتاج عقول بشرية؟ وهنا يقع العتب واللوم على مؤسساتنا التعليمية
إن شخصًا واحدًا مثل "بل غيتس" مؤسس شركة مايكروسوفت يربح في الثانية الواحد 226 دولاراً كما نشر مؤخرا
هذا يعني أن ما يملكه اليمن ودول الخليج من احتياطي للثروات لا يستطع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب.
علينا أن نعلم ونعي أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على الهواتف الذكية أو أصحاب أفكار ريادية وإبداعية أخرى
إن أرباح شركة سامسونج كمثال في عام واحد بلغ 327 مليار دولار تحتاج دول لسنوات طويله لتجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي.
أخي في الشمال أو الجنوب في الشرق أو الغرب من الوطن العربي الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى وبدون الحاجة إلى عقلك دع عنك أوهامك. فلا ثروة مع عقلية الاستهلاك ..
هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية...
وفي أقل من خمسين عاماً غزت العالم بالعلم والتقنية!
وبقينا في منطقتنا بكل اسف ومرارة يسألونك عن أي فريق تشجع وأي سيارة تملك وما قبيلتك او عشيرتك وما المنصب الذي حصلت عليه .. وأين تسافر للسياحة..الخ
علينا أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا ؟ فنحن بحاجة الى المزيد من العمل والإرادة والتصميم.