زوجة سمينة تنحني باتجاه ''الصوبة'' فتغطّي بجسدها صورة المحلل الاستراتيجي الظاهر في التلفاز،تدير ظهرها لكل الكلام المحشو حول المبادرات ، وتعديل المبادرات، ورفض المبادرات، و تحرّك بملعقة كبيرة بحجم صاروخ ''غراد'' طنجرة ''الترمس''..فيتصاعد البخار ويتكثف ويغطي الوجوه الجالسة ،تمسح الزوجة السمينة يدها في وركها بعد ان تتأكد ان الطبخة لم تنضج بعد ، ثم تجلس في مكانها من جديد.
لقطة أرشيفية لطفل ''غزّي'' يركض والدم يسيل من رأسه..يعلّق أحد الأولاد الجالسين في الغرفة ( أي بسيطة)! ويقصد إصابة الفتى..ثم يعلق الآخر..(أنا هذيك المرّة يوم /انطرحت/انفشخت/ سال دم أكثر منه)..يتقلّب الأب ذات اليمين وذات الشمال ويسأل : مطوّله.
فيرد الابن البكر بعفوية وعن حسن نيّة: لقد دخلوا في مرحلة وقف اطلاق النار..يتنهّد الأب قائلاً : أقصد طنجرة الترمس ''مطوّله''؟!!.
لقطة أرشيفية أخرى لبعض الشهداء الممدّدين والموشّحين ببقع الدّم..أحد الجالسين يعلّق: (زهّقونا بنفس الصور..فيش صور جديدة)..ردّ عليه الآخر: اليوم بس 3 شهداء.
يتناول الأب ''الريموت'' من أم العيال، يقلّب بملامح ضجره قنوات الأخبار صعوداً ونزولاً حسب الترتيب الرقمي ،فيشاهد نفس الأخبار، ونفس الصياغة ، نفس الوجوه ،ونفس الصور ، ونفس الأصوات..يأمر آخر العنقود..أن يحضر له جميع أشرطة الــ ''دي في دي''..يفتّشها جيّداً..باحثاً عن شريط لــ''الدراكولاّ''؟.
ahmedalzoubi@hotmail.com
الراي