كم أكره فكرة شتم العرب وجلد الذات، نحن أمة مبدعة عظيمة، تغفو على ثروة هائلة من المال والرجال والأحلام الكبرى، كلما ازددنا تفرقا ازددت إيمانا بأهمية وحدتها، كقوة عظمى، لو ... توفر لها الحد الأدنى من الإرادة، وتخلصنا من مرض «كل حزب بما لديهم فرحون» والخوف من فكرة توزيع الثروة!
مجرد تخيل فكرة الوحدة، يصيبني بقشعريرة كبرياء بلا حدود، علينا أن لا نتخلى عن هذا الحلم الكبير؛ لأنها سبيلنا الوحيد لنصبح أمة بحجم الرسالة التي أكرمنا الله بها... وقوة عظمى تستطيع تغيير مجرى التاريخ البشري بأكمله، لهذا يحارب الكون كله فكرة الوحدة العربية!
صباحكم خير وأحلام كبرى لا تموت...
ما رأيكم بإنشاء صفحة لـ «الولايات العربية المتحدة» لإقامة الوحدة العربية في الفضاء التخيلي والعالم الافتراضي على شبكات التواصل الاجتماعي، ولو من باب التفاؤل بالخير، وإبقاء شعلة الحلم متقدة في أرواحنا؟
كي لا ينسى المدمنون على شتم أمتهم، كانت لأربعة عشر قرنا هي الدولة العظمى والكبرى في العالم، وكان النظام الدولي محكوما بشكل هذه الدولة، سواء كانت دولة واحدة، أو مجموعة دول تنتمي إلى منظمة واحدة، أمة العرب والإسلام لم تصل الحضيض إلا على «دورك» يا من تشتمها صباحا مساء، وتستمتع بهجاء العرب «ع الطالعة والنازلة»..
ربما لهذا يمتعض كثيرون من لفظة «خلافة» لأن ظلال هذه الكلمة اتشحت بسواد مجرمين، اعتقدوا أن إقامة «دولة» لا يتم إلا عبر إراقة دماء البشر، آخرون ممن خبروا التاريخ واستبطنوه جيدا يعرفون أن نظام الخلافة كان هو النظام الدولي الذي فرضه العرب والمسلمون، إلى ما قبل نحو مائة عام، حينما احتفل الأعداء بتفكيك هذا النظام، وحلت محله الدولة القُطرية المسخ، وأشعلوا في نفوس الدهماء مشاعر «الوطنية» الزائفة، فليست كل هذه المشاعر سلبية، ولكنها حينما تُبنى على حدود رسمها سايكس وبيكو، تصبح لعنة مقرفة، والنتيجة ماثلة امام الجميع: وطن ممزق وكرامة مهدورة، وثروة مبددة، وفقر وجوع وتخلف، وتسول على أعتاب النظام الدولي البديل، الذي قام على أنقاض نظام الخلافة!
-2-
قرأت هذا الصباح هذه الملاحظة للصديق الجليل خليفة على «فيسبوك»: في يوم من الأيام وقع حجر على ذيل ثعلب فقطع ذيله فرآه ثعلب ثان فسأله لم قطعت ذيلك قال له: أشعر وكأني طائر في الهواء...يا لها من متعة جميلة، وهذا ما جعله يقطع ذيله فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة سأله لمَ كذبت علي؟ قال : إن أخبرت الثعالب بألمك لن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا . فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم الكاذبة حتى أصبح الأغلبية دون ذيل. فما النتيجة؟ كلما رأوا ثعلباً بذيله سخروا منه !!!
الخلاصة: إذا عمّ الفساد حقا يُعَيَّر الملتزمون بالتزامهم ويتخذهم السفهاء سخرية!
سأبقى وفيا لفكرتي تلك، حتى ولو سخر مني الجميع!
الدستور