تعودّنا في مجتمعنا العربي على سماع كلمة "عانس" للفتاة التي لم تتزوج بعد ،على الرغم من الوارد والممكن جدًا يكون الذكر أيضًا عانس لكن هنا اختلاف شرقي بحت يحكم، بأن الموقف والصفة الغالبة بأن المجتمع ذكوري بامتياز.
ربما العنوان يبدو غريبًا على القارئ كيف للمتزوجات أن يكن عانسات؟
سلمى متزوجة منذ سبع سنوات بالطبع زواج تقليدي لأنّه في نظرها زواج ناجح وآمن من ناحية الخيانات والحنين للماضي ،أم لطفلين صاحبة خلق ودين ومهتمة بأولادها وزوجها على أكمل وجه وعلاقتها به لا تشويها أيّ شائب وحياتها الاسرية بشكل عام محفوفة بالسكينة والراحة لكن أيضًا بشكل تقليدي.
تعشق زوجها عشقا لا حد له وهو لا يبادلها هذا العشق لأنه تزوج كي يزيد النسل بالعربي (الخلفة) والجنس بالأسبوع مرة أو مرتين فقط! فأبلغ وصف وصفته بأنّها عانس بوجود زوجها!
لا تتعجبي أيتها المتزوجة أو المتزوج إن كنت عانسة ،عندما لا يتحقق الهدف السامي من الزواج وهو أن يتآلف الانسان مع من يحبّه عقليًا وروحيّا وجسديًّا.
لا تتعجبي إن لم يحترمك بغيابك قبل حضورك فأنتِ عانس.
لا تتعجبي إذا غمرك بالعطايا والأموال ولكنه لا يقدر على أن يلامس قلبك بشعلة الحب فأنتِ عانس
لا تتعجبي إذا لبستي له الفوشيا والترتر والفيزون وتزينتي له ووضعت المساحيق التجميلية وغيرتي من نفسك لترضيه وهو لا يرى! فأنتِ عانس
لا تتعجبي إذا انتظرتيه على الغداء أو العشاء وكانت الأجواء بالغة حدها من الترتيب والرومانسية وقام بتلطيشكي بكلمات تكسر غُرف قلبك (اكبري واعقلي يا مرا)أنتِ عانس ،وإذا كنت تنتظرين يوم الخميس فأنتِ عانس .
لا تتعجبي إذا كل ما يراه منك هو واجب مجتمعي وعرفي وأنك مهما وصلتي لأبعد من القمر (المرا لو وصلت المريخ اخريتها لطبيخ ) يعني انطمي فأنتِ عانس
لا تتعجبي إذا لحظ بأنك متعكرّة المزاج او أمر مزعج حدث معك ولم يحاول بأسلوب راقي ولطيف أن يخفف عنك ما أصابك ولو بأتفه الأمور ،وحاول أن يضمك على صدره ويحاول أن يرسم بسمة على شفاهك فأنتِ عانس
لا تتعجبي إذا كنتما تجلسان على فيلم أو مسلسل خلي تركي يسمعك يا هيك النسوان يا بلاش ،أو بحفلة مختلطة على سيبل المثال جسد ذكوري بحت بجانبك وعيناه على الحسناوات فأنت عانس .
ما ينطبق على النساء المتزوجات وغير المتزوجات ينطبق أيضًا على الرجال وكلاهما يعنيان فتنة البوح للآخر لأنّ كل منهما يرى النقص من جهته وأنّه يعاني.
من قال أن الحب مع العشرة يستمر فقط؟
مخطئ من ظنّ هذا ، لأنّ الحب الذي لا يتجدد عبودية وأسوأ منه الحرمان الذي يقع على كل من المرأة والرجل حرمان العشق والحنان والحب ولمسة اليد والحضن والاهتمام والاحترام والخوف على الآخر والجمال الروحي الذي ينشره في روح الآخر والغيرة.
لكما...ليت العالم الذي تغفوان عليه هو نفس العالم الذي تصحوان عليه فتجدانه .