البلطجة .. اللصوصية .. الأخلاق . من ينتصر ؟
د. بسام العموش
15-09-2017 12:21 PM
لا يجد صعوبة كل ذي نظر واهتمام في المجتمع الأردني والعربي والإنساني من رؤية خنادق الصراع بين ثلاث فئات :
البلطجية الذي ازدهر وجودهم في الشارع بعد أن كانوا في حقبة سابقة باسم الفتوة والعضلات بينما هو اليوم يضيفون لتجهيزاتهم خلويات وحماية سلطوية حكومية أو نيابية أو عشائرية أو من ذوي نفوذ يدعون الوجاهة. وقد بينت أحداث الرصيفة الأخيرة البلطجية في حركة منظمة وأحوالهم من مجرد الجَحر والتخويف والتهديد الى التسلح وبأسلحة اوتوماتيكية لأن ظهورهم محمية ممن يشغلون مواقع نيابية ساندوها هم أنفسهم في الحملات الانتخابية !!! إن الكثير من البلاد العربية اليوم تعاني من البلاطجة حيث يعرضون خدماتهم مقابل المال على راغبي الخدمة التي يتم تحقيقها بطريقة ( الخاوة ) و ( دق الخشوم ) و ( تبلط البحر ) !!
والصنف الثاني الذي نراه في المجتمع هم أهل الفساد الذين نهبوا وينهبون الملايين فسعرهم أعلى من سعر البلاطجة ، فهم ناعمو الصوت محترفو التفاوض يغطون أنفسهم بالقانون ان استطاعوا !! أحدهم تولى بلدية كبيرة وراح يشتري الأراضي بسعر رخيص خارج حدود التنظيم ثم قام بإدخالها داخل التنظيم فطار سعرها ولهذا أثرى بطريقة قانونية من حيث الشكل لكنها ذروة الفساد في استغلال السلطة من حيث المضمون !! وآخر استغل صلاحيته فباع جنسيات حيث بلغ سعر الجنسية أكثر من ثلاثين ألفا" مما جعله في مصاف أصحاب الملايين دون أن يسأله أحد ، ويبدو أنه قد ثبت بالوجه الدقيق أن قسمه على المصحف كان صادقا" !!فالحمد لله على وجود الصالحين .
والقسم الثالث الذي نراه هم الذين يحملون هم الوطن ويغارون عليه ويتمنون له الأمن والاستقرار والرقي والازدهار حيث تمنعهم أخلاقهم من السير مع البلاطجة والفاسدين . يقدمون النصح وينيرون الطريق ويطالبون بالعدالة ويفرحون لكل انصاف ، ومع كل ذلك نالوا وصف السذاجة والهبل والبعد عن الواقعية وأنهم لا يصلحون ولا يفقهون الواقع ولا يعرفون في السياسة !! حتى اقترب حالهم من الصورة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
السؤال الذي رادوني لمن ستكون العاقبة في صراع هذا المثلث ؟ وأي الخنادق سيفوز في النهاية ؟ أترك الجواب لكم .