facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الأردن وفلسطين والاجماع العربي .. كي لاينسى أحد


محمد حسن التل
18-01-2009 10:56 PM

منذ الساعة الاولى للعدوان الاسرائيلي على غزة ، تبلور الموقف الاردني مطالبا بوقف هذا العدوان ومعالجة مشكلة غزة بالكامل ، من خلال رفع الحصار وفتح المعابر وعودة جميع الفرقاء الفلسطينيين الى طاولة الحوار ، وتسارعت حركة الديبلوماسية الاردنية بقيادة جلالة الملك ، ليس فقط على الساحة العربية والاقليمية ، بل على مختلف الساحات الدولية ، وكان الاردن اول من طلب اجتماعا عاجلا لوزراء الخارجية العرب ، لمناقشة الوضع المتفجر في غزة ، واعلن منذ اليوم الاول ، انه مع الاجماع العربي في اي اجتماع قمة او تحرك. والاردن في هذا الموقف ، كان يعبر عن ارتباطه المباشر مع قضية فلسطين ، كأقرب طرف لهذه القضية ، منذ بدايات القرن الماضي.

و لا يستطيع احد ، ان يزاود على الاردن في موقفه ، ازاء هذه القضية المقدسة بالنسبة له ، وهو على امتداد مسيرته السياسية ، لم يكن يوما الا عاملا ايجابيا للاجماع العربي ، وقد دفع الثمن باهظا اكثر من مرة ، بسبب تمسكه بهذا الاجماع ، ولم يسجل في تاريخه ، انه كان يوما عنصر تفريق بين العرب ، وقد رفض على امتداد العقود ، سياسة التخندق والمحاور ، التي دفعت الامة ثمنا باهظا لها ، وجرتها الى انفاق الفرقة والتناحر.

والاردن ارتبط بالقضية الفلسطينية في مختلف مراحلها ، وساند الفلسطينيين ووقف الى جانبهم جميعا ، دون النظر الى اختلاف الاتجاهات.

ولا احد يستطيع ان ينكر او يتجاهل ان "حماس" التي تقود اليوم المقاومة في غزة ، كانت حاضنتها الاولى في عمان ، حيث وجدت الرعاية الاخوية حتى قوي عودها عربيا ودوليا ، في حين كان البعض يحاول اجهاض مشروعها ، وهل ينسى احد موقف جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال ، ازاء محاولة اغتيال السيد خالد مشعل في عمان ، كيف وضع مصير السلام في المنطقة في كفة ، وحياة مشعل في كفة اخرى ، ومن ينسى طرده لشارون من القصر الملكي ، ورفضه مقابلته ، وظل يضغط على اسرائيل ، حتى افرجت عن مؤسس "حماس" الشيخ احمد ياسين رحمه الله تعالى ، حيث اعاده بعد فترة العلاج في عمان ، الى غزة معززا مكرما ، وكان قبل ذلك قد فتح صدره ، لاستقبال الدكتور موسى ابو مرزوق ، العائد من السجون الامريكية ، وغمره بروح اخوية ، في حين رفض الكثيرون من العرب ، استقبال الرجل في بلادهم.

نستذكر هذه الاحداث ، حتى لا يزاود على الاردن احد ، في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية واهلها ، وما سبق يؤكد ان الاردن ، رفض ان ينحاز الى طرف فلسطيني ضد طرف اخر ، حفاظا على هذه القضية من الضياع ، كما فعل الكثيرون من العرب ، الذين حولوا قضية فلسطين ، الى ورقة يلعبون بها كيفما شاؤوا ، وحسب مصالحهم.

الاردن لم يغب يوما عن قمة عربية ، او حتى اجتماع عربي ، تحت لواء الجامعة العربية ، وفي احلك الظروف ، كان الاردن ينادي بوحدة الصف العربي ، وهل نسي العرب موقف الاردن في حرب الخليج؟ حيث كان يسعى لحل القضية عربيا ، ولو قدّر للعرب ان يسمعوا صوت الاردن انذاك ، لما دخلوا في نفق العراق المظلم.

والاردن ذهب الى السلام بقرار عربي ، فعندما ذهب العرب جميعهم في هذا الاتجاه ، كان الاردن من ضمنهم ، ولم يكن قراره شقاً للصف العربي ، والجميع يعرف ان الفرصة تاريخيا كانت متوفرة للاردن ان يفاوض وحيدا ، وربما كان بامكانه ، ان يحصل على اكثر مما حصل عليه ، في المفاوضات التي نتجت عن "مدريد" ، ولكنه آثر ان يبقى مع الاجماع العربي ، ويجب ان لا ننسى ايضا ان الاردن وقع معاهدته ، بعد ان وقع الفلسطينيون اتفاق اوسلو وسار ت الدول العربية المعنية في مساراتها.

نحن نرفض اي محاولة مساس في مواقفنا العربية والاسلامية ، التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ، في هذا الظرف الحساس والدقيق ، الذي تمر به القضية الفلسطينية ، بل ومصير الامة بكاملها ، والتي يتصدى لها الاردن اليوم بكل امكاناته ، منبها الى ضرورة الانتباه لما يخطط لفلسطين ، بل وللمنطقة.

الاردن كان وسيظل واضحا في مواقفه وسياساته ، بعيدا عن المصالح الضيقة ، التي يمارسها البعض ، وخصوصا في هذا الظرف الصعب ، الذي يعصف بنا جميعا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :