المقاومة انتصرت .. فهل ننتصر لها
18-01-2009 05:36 PM
من ظن ان اسرائيل انتصرت في حربها الجبانة على غزة ، فهو واهم .. ومن صدق تعزية أولمرت لنفسه بأن المقاومة الشعبية في غزة قد انتهت أو كادت أو قتلت روحها المعنوية ، فهو بلا شك لا يعرف أبدا متتالية الحياة والبعث ، فالنار وإن خبا أوارها ستعود لاهبة من جمرها وجذوة النار التي غطاها رماد الأشقاء .
أولمرت زعيم العصابة الصهيونية قام بتأخير اجتماع المجلس المصغر لمشاهدة مباراة لكرة القدم ، قبل ان يجتمع مع شرذمته ليعلن القرار الذي تأخر اسبوعا على الاقل نتيجة المقاومة البطلة التي لم يكن جنرالات العصابة يتوقعونها ، وظنوا ان استخدامهم لأحدث ما توصلت اليه منتجات الشركات الامريكية العسكرية من أسلحة الدمار الشامل ، سينهي قوة غزة .. ولم يعلم أولئك الأغبياء المردّة إنهم يحاربون جند الله في غزة ، وان الأرض تقاتل مع أهلها ، وإن المعركة على الأرض هي الحاسمة ، وإن جنودهم مقهورين في دخولهم الإجباري ، لذلك كانت دباباتهم تكابد الصواريخ المحلية والأسلحة الرشاشة المتوسطة التي يحملها أشاوس لا يقيمون للحياة وزنا ، في وقت يجاهد أعداءهم من أجل الحياة .
أثنان وعشرون يوما ، كانت كافية لإثبات إن اسرائيل لا تملك القوة أبدا .. وإن من حماها هي اختلافات " العربان " الذين يمتلكون ترسانات ضخمة من التصريحات والبيانات والأفكار والدسائس والمكائد ، و وكانت كافية أيضا لإثبات مدى قوة الحق ، وصمود ذلك الشعب الذي كان الأولى أن يتحرر ويخرج كدولة مستقلة عن هذا المحيط العربي المليء بالأسماك المريضة والحيتان الفاسدة .
غزة لم تقض مضاجع سدنة تل أبيب ، بل إنها زلزت " كرسي المخ " عند الذين كانوا مستعدين لكل شيء مقابل أن لا يبقى في أيدي أهل غزة أي شيء ، سوى أكياس الطحين وقدور المساعدات والأقلام ذات الحبر الأزرق للتوقيع على أي اتفاقيات خنوع ذليلة ، كتلك التي وقعها كثير من الهاربين !
غزة أرض حرام .. أصبحت محرمة إلا على أحباء الله والأتقياء .. وعلى من يحلم بحكمها منذ اليوم أن لا يفكر في لحظة أن يصبح الحزب الوطني الحاكم الجديد ، ليخرج بمسرحيات هزلية مفضوحة ليكمل المؤامرة على الشعب الفلسطيني ، وستبقى غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين التي ستقوم عليها دولتها الموحدة للشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس ، ودفعوا الثمن أرواح أبناءه وأطفاله .
ولو انتظر أهل غزة العرب حتى يجتمعوا في قمة لا تقدم ولا تؤخر لكانت الدبابات الإسرائيلية تغتسل اليوم على " شط النيل " .. ومن هنا يجب أن نعيد ترتيب أوراق اللعبة ، مادام هناك رجال ونساء على الأرض نذروا أنفسهم لمواجهة الغول الحديدي بأيدٍ عارية ، يجب ان لا نقدم للكيان الاسرائيلي المزيد من التنازلات ، أو الإنبطاحات .. يجب ان نستعيد قوتنا ونشحذ هممنا معنويا على الأقل ، لنجابه هذا العدو الذي لم تنم عينه عن أي عاصمة عربية أبدا .
المجلس المصغر للهاغاناه اندحر .. والمقاومة الفلسطينية انتصرت .. ولا يجب ان نترك أهل غزة وفلسطين لوحدهم لينتزعوا الشوك من أيديهم بأصابعهم ، يجب أن نقف معهم لأنهم ساعدونا على البقاء في أوطاننا آمنين ، نائمين ملء الأعين ، وأعينهم لم تنم .. شكرا
royal430@hotmail.com