بما أن بعض الدعاة يعشقون النجومية ،وتستهويهم الكاميرا ، وهمّهم الأول تكبير قاعدة الجماهير والمتابعين ،لا إصلاحهم وهدايتهم..فأنا أقترح أن تتبنى واحدة من المحطات الكبرى برنامجاً جديداً تسميه «دعاة آيدول»..ويتنافس المتنافسون فيه ، من منهم أقدر على البكاء أمام الكاميرا أو الارتجاف أثناء التلاوة او خلق بحّة في صوته عند سرد قصص لا يوجد لها أي سند في السلف الصالح والإرث العربي والإسلامي..والفائز يقدّم على أنه نجم الدعاة ليسوق علينا مواهبه المختلفة في الفضائيات الدينية..
بعض الدعاة دعواهم صادقة الله تعالى ،وكل ما يقومون به موهوب لوجه الكريم لا يريدون جزاء في الدنيا ولا مقابل ولا عقود مع فضائيات ولا مديحاً من متصلين ولا «فولورز» على الفيسبوك والتويتر ، هؤلاء أكن لهم الاحترام والتقدير وأحييهم على رسالتهم العظيمة..أما البعض الآخر ومن خلال احتكاكي بهم إما بحكم العمل أو من خلال المؤتمرات واللقاءات ،فما يقوله على طاولة العشاء وما يقوله في الجلسات المغلقة يختلف تماماً عما يسمعه الجمهور على الشاشات..بعضهم أصابني بالصدمة لأن الشخصية مختلفة تماماً والمثالية التي يتقمّصها في برامجه الدينية متلاشية لا بل أنه النقيض تماماً من كل ما نسمع ونقرأ ونشاهد..بعضهم لا يخفي الكلام عن مغامراته ومقالبه والبعض الآخر استخدم أمامي ألفاظا بذيئة بحق زميل له لا يجرؤ على قولها «بلطجي»..وليس داعية..
إذن دعونا نفرق بين الدعوة كرسالة والدعوة كمهنة..الأولى هي النقية الخالصة الصافية التي ليس بعدها رسالة...أما الدعوة كمهنة فهي ما نراه للأسف في كثير من المحطات المتخصصة والصفحات المشهورة لهؤلاء ..حيث يبكون عندما تكون الكاميرا بوضعية تشغيل..وتقشعر الأبدان ويجودون في الدعاء والتوبة عندما يكون التصوير «رننج»..وعندما يعطيه المخرج إشارة نهاية البث المباشر او الحلقة المسجلة..يردح لكل العاملين في الاستديو..
وفي الحج الأخير شاهدتم نماذج من هذه..البكاء بعد الكلاكيت ..1..2..3 «..كيو»!
الراي