" أكثر من ستة ملايين مواطن أردني هم أولويتي" ... كان هذا جواب جلالة الملك عبدالله الثاني لسؤال افتتح به مدير عام وكالة الانباء الاردنية فيصل الشبول لقاءه الصحفي الهام مع جلالة الملك امس .
هذه الاجابة .... كانت اكثر من كافية وشافية للأردنيين عندما وصلت الى مسامعهم ، فقد اكد جلالته ما هو مؤكد انه كان وسيبقى بين ظهرانينا سندا للأردنيين ومتابعا قريبا لكل ما يخالجهم من هموم وتطلعات بغد افضل .
لم نستغرب هذه الاتصال المباشر لجلالته مع كل ما يدور في خلد الاردنيين من اسئلة عن المستقبل والواقع الصعب الذي نعيشه على الصعيد الاقتصادي وفي ظل محيط اقليمي لاهب.
مبعث الاطمئنان دائما يأتي من جهة رأس الدولة ، فهو الذي يقف سدا منيعا للدفاع عن بلده وشعبه، ويكون دائما كما كان الهاشميون دوما الى صف شعبهم .
نرى ذلك في عيون جلالته كلما زار بادية او ريف ومدينة ، تتلاقى آمالنا في همة جلالته وقدرته على بعث الاطمئنان في النفوس ، بأنهم لن يضاموا ولن يهنو ولن يكونوا هم من يدفع ثمن الارهاصات الاقتصادية التي تؤثر على مملكتنا العزيزة .
يقول جلالته في لقائه الصحفي امس ظروفنا الاقتصادية صعبة ، ويؤكد ان واجبنا أن نحمي المواطن الاردني وأن نحمي ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى، فإذا استطعنا اتخاذ خطوات مدروسة وتجاوزنا ما يواجهنا اليوم من صعوبات فسنكون في وضع يسمح لنا بالبناء لما هو أفضل لاحقا.
مبعث ارتياح جلالته يوجزه " بأن بلدا كالأردن يعيش في إقليم مضطرب ويجري انتخابات نيابية ومحلية خلال عام واحد بكل نزاهة وشفافية وينتج تمثيلا شعبيا هو الأكبر في تاريخ المملكة أمر يدعو للثقة والتفاؤل وهو دليل على نجاح أجهزة ومؤسسات الدولة."
وحول آليات مواجهة الازمات الاقتصادية يؤكد جلالته بأنه لا بد أن نعمل لتجاوز الاعتماد على المساعدات لحل أزماتنا، ويضيف جلالته ... صحيح أن هنالك دولا صديقة ما زالت تساعدنا بصورة أو أخرى، ولكن علينا الاعتماد على أنفسنا لبناء جسور من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع آسيا وإفريقيا وأوروبا وأميركيا.
واستدرك جلالته: للأعباء الاقتصادية التي نتحملها جذور كثيرة منها تعود لظروف وتطورات المنطقة المحيطة بِنَا، فالربيع العربي وظروف سوريا والعراق جعلتنا في وضع صعب، واستمرار تلك الظروف يلقي علينا المزيد من الأعباء، ولكن هنالك مؤشرات طيبة ولا سيما على صعيد خفض التوتر في سوريا من جهة وافتتاح معبر طريبيل مع العراق من جهة أخرى قد تساعد في تخفيض الضغط علينا .
هذه الثقة والايمان بقدرة الاردنيين على تجاوز الصعاب ، هي المحفز لنا جميعا لنكون دائما خلف قيادة جلالته وفكره المستنير وتطلعاته بغد افضل يعيشه الاردنيون بوطن نستكمل فيه البناء ... بناء المؤسسات والانسان الاردني ، نعتمد على الذات في تطوير قدراتنا وبناء اقتصاد قوي ومرن ، يستطيع مواجهة كل الظروف الصعبة .
تزيدنا ثقة جلالته ثباتا في قدرتنا على تحقيق الافضل للأردن والبناء على ما تم ، بعيدا عن جلد الذات والنظر الى الخلف والانشغال في تفاصيل ربما تعيق تقدمنا وتحقيق تطلعاتنا وتطلعات جلالته لأردن قوي منتج يملك مفاتيح الابواب المغلقة امامنا وايجاد الحلول لكل مشكلاتنا ، بمواجهة الواقع بصلابة ، وان نحافظ على وحدتنا وتماسك مجتمعنا ونبذ كل ما هو سلبي في مسار حياتنا .