تحولات تاريخية .. عند لحظة الحسم .. !!
د.احمد القطامين
18-01-2009 12:15 PM
بعد اثنان وعشرون يوما من العملية الممنهجة لتدمير غزة وترويع وقتل سكاناها بدم صهيوني بارد.. وببلادة عربية وعالمية رسمية لا مثيل لها فيما نعرفه عبر التاريخ.. وبفورة شعبية جابت انحاء المعمورة .. يبدو ان الامور قد وصلت الى خواتيمها الطبيعية: انتصار الدم على الرصاص.. وانتصار الحق على الباطل.. وانتصار آهة المظلوم على ازيز صرخات الظالم..
مع مضي ساعات هذا اليوم اخذت التطورات تشير الى ان شيئا ما خارج نطاق احداثيات ما تعودنا عليه يحدث.. وان آلة الدمار الصهيونية قد وصلت الى النتيجة الحتمية.. وهي ان الاستخدام الهمجي للقوة لا يفضي الى اية نتائج عملية.. فالمقاومة لا زالت تدخل في معارك حرب عصابات متقنة مع وحدات النخبة في الجيش الصهيوني في شوارع وازقة مدينة غزة ومدن القطاع الاخرى وتلحق بها الهزيمة تلو الاخرى.. وان دبابات العدو كانت ما ان تحتل موقعا داخل المدن الفلسطينية حتى تضطر لمغادرته امام صلابة المقاومة وقدرتها الهائلة على التحرك بمرونة واقتدار.. وفجأة تعلن اسرائيل عن ارسال وزيرة خارجيتها الى الولايات المتحدة لتوقيع اتفاق لمنع تهريب السلاح الى قطاع غزة.. يرافق ذلك تسريبات اسرائيلية بوقف لاطلاق النار من جانب واحد.. تزامن ذلك مع تغير كبير جدا في "لهجة" الموقف المصري حيث شرعت الدبلوماسية المصرية اعتبارا من ظهر اليوم الثاني والعشرون من الحرب بالقاء تصريحات متناقضة تماما مع ما اعتدنا عليه منذ بدء العدوان على غزة .. بحيث اصبحت اللهجة الدبلوماسية التي كانت تنئى بنفسها عن نصرة غزة.. توجه بوصلتها الاعلامية الى شيئ جديد مناقض.. اذن ما الذي حدث..؟
من الواضح ان الجميع قد استخلصوا الدروس والعبر.. فهزيمة المقاومة اصبحت مستحيلة.. وان صمود المقاومة في غزة .. واستمرار ارسال الصواريخ الى مساحة يبلغ قطرها خمسون كيلومترا حول غزة قد فاجأ التحالف الذي راهن على سقوط غزة وتدمير البنية الاساسية للمقاومة الفلسطينية فيها.. وهكذا بدأت عملية خلق مبررات التراجع والهزيمة..
تحية لكم يا ابطال غزة.. لقد وعدتم وكعادتكم وفيتم بالوعد.. ضحيتم بالغالي والاغلى .. وقدمتم دماءكم ودماء اطفالكم ونساءكم.. وصبرتم في وجه كل انواع القهر والظلم والقتل وفنون الاجرام والاساءة الجسمية لكل مبادي الخير والسلام في مشهد اسطوري ممتد لثلاثة اسابيع.. فهنيئا لكم هذا الانجاز العظيم..