ما هو المطلوب من القمة الاقتصادية?
سلامه الدرعاوي
18-01-2009 10:57 AM
اعترض مسيرة العمل العربي المشترك خلال العقود الماضية الكثير من العقبات التي حالت دون تحقيق الحلم العربي وابقته في ادراج المسؤولين.
لا شك ان الانشقاق السياسي بين الانظمة العربية كان سببا في تأخير انجاز الكثير من مشاريع التكامل الاقتصادي العربي مثل ما حدث في منطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركي وقبلها السوق المشتركة.
المشروعات المطروحة على قمة الكويت الاقتصادية هي ذات المشاريع التي عرضت على القمم العربية السابقة بشكل او باخر, وبالتالي يتطلب اليوم التعامل مع تلك المشروعات باسلوب جديد حتى لا يفقد المواطن العربي ثقته بالانظمة وليتعزز له بريق الامل بان المنطقة ومواردها وامكاناتها هي اقرب للتكامل منها للتفرقة.
ما يتحدث به المسؤولون العرب اليوم عن تنمية اقتصادية واعادة وتوزيع الدخل وغيرها من القضايا الاقتصادية تبقى شعارات بعيدة عن التطبيق على ارض الواقع كما نشاهد ونلمس فعليا.
فالتبادل التجاري العربي البيني لا يتجاوز الـ12 بالمئة في الوقت الذي تستحوذ السوقين الامريكي والاوروبي على اكثر من 80 بالمئة من المبادلات التجارية مع دول المنطقة.
اما الاستثمارات, فحصة الدول العربية لا تتجاوز الـ 21 بالمئة من حركة التدفقات الاجنبية للعالم, في حين هبطت حصة العمالة العربية الى حوالي 17 بالمئة وحلت محلها العمالة الاسيوية.
تلك مؤشرات تخالف البيانات والتصريحات العربية نحو التكامل العربي, لذلك وعلى ضوء التدهور السياسي في العلاقات العربية العربية تجاه قضايا هي محل اجماع لدى الشارع العربي من الذي سيضمن تطبيق توصيات القمة الاقتصادية?
في الحقيقة انه لا يوجد ما يضمن التنفيذ, فاليوم العالم العربي يعيش حالة انقسام خطيرة لدرجة ان الاتفاق على ادنى الامور بات صعب المنال, الا اذا اراد العالم العربي التعامل مع القضايا الاقتصادية كما تعامل الاتحاد الاوربي عندما حيد الشق السياسي واتخذ خطوات مباشرة في العملية الاندماجية الاقتصادية التي انجز منها الكثير في وقت قياسي, وهذه مسألة غير ناضجة فكريا لدى راسمي السياسة الاقتصادية العربية, لان صاحب القرار الاقتصادي هو نفسه راسم العملية السياسية.
اليوم العالم العربي يعيش اوضاعا تنموية صعبة للغاية تتطلب من انظمته السياسية العمل على بناء مؤسسات عمل عربي مشترك مدعومة باستقلال حقيقي عن المسار السياسي وابتزاز الانظمة والحكومات لها حتى يتسنى لها العمل بحرية وفق منطلق تنموي يخدم تطلعات الشعوب المتعطشة للازدهار والخروج من الواقع المعاش الصعب التي ترزح تحته غالبية من يقطنون المنطقة العربية ذات الامكانات والموارد الكبيرة.0
salamah.darawi@gmail.com