لماذا تراجعت مكانة المعلم الاجتماعية
مصطفى الرواشدة
12-09-2017 03:17 PM
طالعت وطالع معي العديد مضامين محاضرة معالي وزير التربية والتعليم في مؤسسة عبدالحميد شومان والتي تضمنت تأكيد معاليه على تراجع مكانة المعلم الاجتماعية.
أقول نعم معاليك تراجعت مكانة المعلم وتراجعت ولكن من صنع ومهد الطريق و عبدها للوصول الى هذا التراجع الذي نلاحظه لابل نعايشه جميعا.
لعلي أروي قصة حدثت معي انا شخصيا وأثناء عملي مدرسا في مدرسة الامير الحسن الثانوية / الكرك وبحضور مجموعة من الزملاء.
في حينها طلبت الادارة احد أولياء الامور لغايات متابعة سلوك وتحصيل ابنه وللاختصار بعد ابداء تلك الملاحظات عن ابنه وهي جملة ملاحظات سلبية اجاب ولي الامر مش مشكلة بصير معلم بلا من الدراسات الاخرى اذا مستوى ابني متدني
هذا مثال يؤشر على خلل كبير جدا في مجتمعنا ويؤشر على النظرة السلبية لهذه المهنة السامية بكل ما تحمل الكلمة من معنى بعدما كانت في عقود مضت لها مكانتها الاجتماعية وكانت تفوق كل الوظائف الاخرى لابل كان من يذهب للعمل في هذا القطاع كما يقول المثل ابو زيد خاله.
كانت مكانة المعلم الاجتماعية قيادية بكل ما تحمل الكلمة من معنى
المعلم قائد في قريته وفي مخيمه وباديته ومدينته كان قائدا اجتماعيا، حضوره له معنى والنظرة له كانت بمكانة الرسالة التي يحملها وهي رسالة العلم والمعرفة، حتى وصل بِنَا الحال الى هدم هذه المكانة تدريجيا ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة جدا.
في عقود مضت كان موظفو القطاع جميعهم يخضعون لنفس القانون والنظام جميعهم متساوون في الدخل جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات، ربما كان المعلم يتميز بعض الشي عن اقرانه من موظفي القطاع العام حتى وصلنا الى ابداعات وابتكارات وفنون في صياغة العديد من التشريعات والانظمة والتعليمات التي خلقت الفوارق بين موظفي القطاع العام فرخ لدينا جملةٌ من الهيئات المستقلة كل منها بقانون وسلم رواتب خاص بها يتمتع كادرها بجملة من الامتيازات والعلاوات والرواتب لابل مزايا اخرى قل نضيرها وأصبحت بعض الوزارات والمؤسسات العامة تعطى غطاءً تشريعياً وقانونياً يتيح لموظفيها ايضا امتيازات وعلاوات لا تعطى لغيرها من المؤسسات العامة حتى تعدى الامر اكثر من ذلك معالي الوزير.
ان قطاعنا العام (التربوي) عاما بعد اخر تراجع ولم يتم الالتفات له بشكل جدي وحقيقي اتعلم ما هو السبب معالي الوزير ؟
جل اصحاب القرار لا يدرس ابناؤهم في القطاع العام وجل ابنائهم لا يعملون في هذا القطاع، أليست تلك رسالة غير صحية وتسهم في هذا التراجع وعدم الالتفات الجدي للنهوض به ؟
رفع مكانة المعلم وإعادة الاعتبار للتعليم العام بحاجة الى جهود استثنائية يساهم بها الجميع، علينا الخروج من دائرة طرح المشاكل الى وضع الحلول العملية والقابلة للتنفيذ.
ان نؤمن جميعا انه بغير النهوض بالمعلم والتعليم لا يمكن للوطن ان ينهض نهوضا حضاريا مشرقا يمكننا من بلوغ اهدافنا التي نؤمن بها جميعا.