الشرق الاوسط دون الاسد أفضل
علي القيسي
09-09-2017 10:28 PM
دخول المنظمات الارهابية على سوريا في بداية ثورتها ،،هو ما أوصل الحال الى ما نحن عليه، النظام يعاد تأهيله ؟! ان رضيت الاردن او ما رضيت او رضيت دول الخليج او ما رضيت ؟
الجولاني رئيس جبهة النصرة دخل سوريا في بداية الثورة السورية واعلن امارة اسلامية في سوريا والعراق ، في ظرف صعب كانت تمر بها سوريا فيما العالم يحتشد في دعم السوريين وهم أصدقاء الشعب السوري، وكانوا يطالبون النظام بالرحيل ،وكانت الثورة السورية حديث العالم ومدعومة من امريكا واوروبا والعرب ، الا ان دخول الارهابيين على الخط اعاد حسابات امريكا واربك المشهد، حيث كان رئيس امريكا أوباما يدعم الشعب السوري بالأسلحة والأموال.
الا انه بات يتراجع شيئا فشيئا عندما دخلت المنظمات الاسلامية المتطرفة جبهة النصرة القاعدة أولا ثم داعش التي زادت المشهد تعقيدا واصبح محاربة الارهاب اولوية لدى العالم ، وكانت روسيا تنتظر هذه التطورات على احر من الجمر لدعم حليفها واقناع العالم ان الارهاب هو هدف روسي وعالمي وبذلك ضاعت الثورة السورية واختلط الحابل بالنابل ،وبات تركيز روسيا والنظام على محاربة الارهاب المتطرف بما فيه الجيش الحر ،وهنا ضاعت الحقيقة واختلطت الاوراق، ودخلت ايران لمساعدة النظام بقوات كبيرة وحزب الله ايضا،
هنا اقتنع العالم ان محاربة الارهاب أولا وبذلك نجحت روسيا بإدخال قواتها الى سوريا عندما ادارت امريكا ظهرها للجيش الحر وهم الثوار الذين انشقوا عن قوات النظام ،وغدت امريكا تنتهج اسلوب اعلامي خبيث وماكر مع الثورة السورية مرة تقول لا مكان للأسد في سوريا ومرة تقول سنمد الجيش الحر بأسلحة فتاكة ، ومرة تقول سنحشد قواتنا لدخول دمشق واسقاط النظام، وهكذا مضت تلك الاعوام في عهد اوباما ولم تفعل شيئا؟؟؟
وجاءت ادارة ترامب ايضا وقلبت كل الموازيين تخلت عن دعم الجيش الحر وفوضت روسيا بالقيام بما هو مناسب لمحاربة الارهاب ،واصبح الدور الامريكي في سوريا تابع لروسيا في محاربة داعش فقط ،وبذلك تم التآمر على دماء السوريين ، وقفز الجميع عن الاطاحة بالنظام، متناسيين المليون شهيد من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين قضوا بسبب طائرات وصواريخ وكيماوي الاسد وحلفاء الشيطان ضد شعب مسالم وثورة سلمية قوبلت بالجحيم الروسي والايراني والنظام الذي لم يوفر سلاح في ترسانته حتى استعمله،
والآن أعطوا الضوء الاخضر للنظام السوري باحتلال كل المساحات التي احتلها الجيش الحر بعدما اوقفوا الدعم العسكري والمالي عن المعارضة ، وهم الآن يباركون للأسد في اعادته وتثبيته رئيسا لسوريا بعدما دمر المدن وقتل الناس وشرد الملايين واستقدم الشيعة مكانهم واخذ بيوتهم واراضيهم واسكن الشيعة العراقيين والايرانيين مكانهم، نعم بشار دمر سوريا وحرق مدنها وقتل شعبها وها هو يجلس على كرسي السلطة بأمر من القوى الكبرى كل ذلك ضد الشعب السوري المقهور والمسلمين السنة في الشرق الأوسط.
إن وجود مثل هذا الشخص المجرم على كرسي السلطة مرة اخرى خطر محدق على المنطقة وخاصة على الاردن فالنظام السوري حاقد على الاردن وشعب الاردن لأننا احتضنا النازحين ولأنه ايضا يتهم الاردن بدعم المعارضة والجيش الحر، اني ارى ومعي الملايين، ان الشرق الاوسط سيكون افضل دون وجود بشار الأسد.