نزوح الروهينجا من عذاب إلى عذاب
تقوى العلي
09-09-2017 11:52 AM
سأحدثكم سريعًا عنهم، دون تهويل ومبالغة كي لا تشعروا بأي نوع من الملل والضجر أو لا قدّر الله بالعار !
لا أحد يلقى لهم أي بال من قبل حدوث أي نوع من الكوارث بالرغم أنهم محرومون من أبسط الحقوق البشرية، لا يشكلون رقمًا كبيرًا إطلاقًا مجموعة من البشر وقعوا في مرمى النار لأسباب دينية وعرقية ضحايا يوميًا لا تعد ولا تحصى، صغار وشيوخ من مسلمي الروهينجا تركوا بلادهم خلال أشهر وأيام قليلة إلى بنغلادش من فظائع جرائم التطهير العرقي في بلادهم حيث يعدم الأطفال والشيوخ بالنار والتعذيب والحرق كل هذه المصائب التي حلّت على هذه الدول التي لا نعتبرها أقل حظًا بل بلا حظ لما تعانيه من مآسي تاريخية وواقعية كانت تعيشها وتنهيها بالإبادة المستمرة لهذه الأقلّية.
نقفُ سريعًا جدًا لأنّ الجميع مصاب ونعلو على بعضنا البعض بالأصعب!،والعالم بين هائم ونائم ومحتار بين أحلاهما مرّ معًا بلا ضجر تسلسل المآسي؛
ثمانية ملايين طفل في اليمن لا يحصلون على مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي بسبب ما دُمر من البنية التحتية فيها، ملايين من الأطفال جياع ومرضى بالكوليرا، وأعداد هائلة من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، والعيادات الصحيّة تعاني من نقص في المواد الطبيّة اللازمة لمرضاهم وفي عدد الموظفين لمساعدة الضحايا .
نحن اليوم نعاني وبجدارة من أزمة إنسانية تجاوزت حقًا كل المقاييس وأكبر بكثير مما نشاهده في أجزاء أخرى من العالم ومن وراء شاشات التلفاز وخلف الكواليس وغرف الأخبار المكيّفة وتصريحات من الامم المتحدة فقط بوقف الجرائم بالاستنكار وغيرها.
كل هذه الكلمات شكليّة لا معنى لها إن لم تترجم حقّا على أرض الواقع ،وتعيد بشكل او بآخر ما كانت عليه هذه البلدان ؟!
نتمنى من الصمت الدولي أن يعطوا قدرا واضحًا وكبيرًا من اهتمامكم لأكثر من 2مليون طفل في الصومال يحتاجون بشدة إلى مياه نظيفة للشرب ،78 ألف من مسلمين الروهانيجا تركوا بلادهم خلال أيام قليلة هربًا من فظائع الجرائم للأطفال والمدنيين إلى بنغلادش سيرًا على الأقدام وعبر البحار وبين الغابات ،تخطى عدد اللاجئين السوريين إلى أكثر من مليون طفل سوري ،وبثينة الصغيرة أتذكرون الطفلة اليمنيّة (بثينة) التي حاولت قدر المستطاع أن تفتح عينا واحدة أو نصفها لترى كاميرا المصّور لتُعبّر عن ما شاهدته أو تشعر به أو أنها ما زالت ترى !
العالم العربي يتنافس بالمعاناة والمآسي وأحلانا مرّ
Taqwa.alali88@gmail.com