يقال وليس كل ما يقال صحيحاً ان رئيس الحكومة وبعض اعضاء فريقه الوزاري سيحلون ضيوفاً على ابناء بادية الشمال ، ولكن المحرج في الامر ان كان هناك ثمة لغة مشتركة بين الضيف والمضيف ، سيستقبلون بالكرامة وطيب المقام ، ولكن المصيبة تكمن ان عبر دولة الرئيس عن حرص الحكومة على ابناء البادية وشؤونهم ، والكارثة اكبر ان ذكر ان ابناء البادية شركاء في صنع القرار فعندها سنقلب السحر على الساحر وسيسمع مالا يتوقعه من اناس ظن مخطئاً انهم على هامش الوعي والادراك .
بالتأكيد لن يجد الملقي وفريقه باقات الورود فهؤلاء هم اهل الشيح وخشونة العيش وبقايا الصبر الذي لم يعد يطاق ، سيخاطبه ضمير الناس الذي لفحت جباههم السمر في ثغور الوطن وارهقهم القر جنوداً على ابواب الرئيس ورفاقه ، سيخاطبه دم الشهيد شافي ورفاقه الذين استكثر عليهم دولة الرئيس واجب العزاء ، سيناديه طفل بدوي من اطراف الصحراء ان اين مستقبلي عندما اقاوم القهر واكبر في حكومة الاقصاء لكل ما هو وطني شريف ، لن يدرك الرئيس عنفوان البدوي الحر ولن يفهم ثقافة صناعة الابداع وقهر الظروف ، سيزورهم كي يقال انه انتقل للميدان وسيتاجر في معاناتهم وستلتقط له صور العناء وسيعود الى بيته الوادع الجميل ويستمر مسلسل الاقصاء .
سيرى دولة الرئيس طريق الموت الذي حصد مئات الضحايا من خيرة شباب الوطن وسيعد بما لا يستطيع ان يفي لأن نواب البادية منحوه ثقة لا يستحقها ولن يحجبوا عنه او عن غيره فهذا قدرنا المفجع ، وتلك هي نتائج عزلنا عن باقي قطاعات الشعب في قانون الانتخاب وسنبقى معزولين ما دمنا انتقلنا الى هوياتنا الفرعية من افق الوطن الرحب ، سيرى امامه مسؤولين لن يعرفوا لماذا أتى الرئيس ولن يسألوه ما لذي ينوي فعله ، ولن يفعل شيئاً .
لن يخبر احد دولة الرئيس ان شبابنا في البادية قد استفحل بهم تعاطي المخدرات بشتى انواعها ، ولن يسأل الرئيس لماذا ؟ ولن يذكره احد بحجم البطالة الناشئة عن هذا الوباء المرعب وغيره ؟ ولن يسأل عن نسبة النجاح في الثانوية العامة ومخرجات التعليم ومشاكله ؟ سيقول الرئيس ان ابناء البادية اناس طيبون ومخلصين واسهموا في بناء الوطن ولكنه يقصد جنوداً ورعياناً وحراثين ، سيسمع امنيات وسيرى جوع وجهل وقهر في عيون الناس من خلال مثلث متساوي الاضلاع يقبع في كل خلية من خلاياهم ، ولكنه لن يفهم عليهم ولن يحرص على محاولة فهمهم لأنه ببساطه لم يصرخ احد من نوابهم في وجهه ليدرك ثوابت الاهتمام الوطني الجاد .
لن يدرك الرئيس ان ثمة اسر عفيفة من البادية لا تجد الخبز ، تحسبهم اغنياء من عفة الناس ، وان بعضهم ما زال يوقد اطارات الكاوتشوك ليقي ابناءه برد الشتاء ، وان ذروة امنيات بعضهم ان يرتقي شهيداً من اجل كرامة الوطن وعزته ، الم يحن الوقت للحكومة ان تدرك انها مسؤولة امام الله والتاريخ عن العدالة بين ابناء الوطن الواحد دون تمييز .
لن نقسو على دولة الرئيس ورفاقه ولكن ما ذكرناه هو غيض من فيض وواقع مخجل في سجل حكومة تناست ان كل الفئات الوطنية هم شركاء في صنع القرار الوطني شاءت ام ابت ، وانهم ليسوا مأجورين لأحد ، وللحديث بقية ......