مافيا "إيران ـ حزب الله" تستنزف الدول اللاتينية
08-09-2017 09:37 AM
عمون - تشكل إيران وحزب الله بعناصرهما كافة خطورة كبيرة على الأمن في دول أمريكا اللاتينية، وهو ما انتبهت له الأجهزة المعنية في تلك الدول، خاصة منذ استهداف "الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية - آميا" في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس 1994، وضلوع عناصر من حزب الله والاستخبارات الإيرانية في الهجوم.
ونجح قسم مكافحة الإرهاب في البرازيل بإلقاء القبض على العضو السابق في حزب الله فادي حسن نابهة، بالإضافة إلى 12 مواطناً برازيلياً من مناصري تنظيم داعش خلال الفترة التي سبقت الألعاب الصيفية الـ31 من أغسطس (آب) 2016 في ريو دي جانيرو، كانوا يخططون لارتكاب عمليات إرهابية خلال الأولمبياد، وفقاً لصحيفة الرياض السعودية.
وأكد تقرير للجنة شؤون العلاقات العامة السعودية الأمريكية "سابراك" أن هذا التهديد عبر عنه صراحة المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية الخبير في شؤون "حزب الله" ماثيو ليفيت حينما أكد في 11 أغسطس (آب) 2016 أن إيران وحزب الله ناشطون جداً في أمريكا اللاتينية، إضافة إلى تأكيد قائد القيادة الأمريكية الجنوبية (ساوثكوم) في الفترة ذاتها على أن الحضور الإيراني في المنطقة ازداد أكثر من قبل، وتحذيره من أن 12 بعثة إيرانية في دول أمريكا اللاتينية أصبحت ناشطة في مجال الإرهاب في 2010.
وفي الأرجنتين، كان المدعي العام البيرتو نيسمان، الذي قتل خلال تحقيقه في تفجير الجمعية التعاضدية اليهودية، حذر من التسلل الإيراني إلى تلك الدول، ودعا إلى مواجهته.
كما رصدت وزارة المالية الأمريكية عناصر تابعة لحزب الله في منطقة الحدود بين البرازيل والأوروغواي والأرجنتين في 2006، أهمهم فاروق العميري منسق تحركات عناصر الحزب في المنطقة، وعنصر رئيس في تأمين وثائق مزيفة تابعة للبرازيل والباراغواي، وتسهيل الحصول على الجنسية البرازيلية بصورة غير شرعية.
ونشرت مجلة فيغا البرازيلية في ابريل 2011 وثائق لمكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الاستخبارات المركزية تحذر فيها من عميل للمخابرات الإيرانية يدعى محسن رباني، عمل بشكل وثيق مع عناصر لحزب الله لتنفيذ تفجيرات 1992 و1994م في بوينس آيرس.
وكشفت الوثائق أن رباني يتسلل كثيراً من البرازيل وإليها بجواز سفر مزور، وجند ما لا يقل عن 24 من الشباب في 3 ولايات برازيلية للمشاركة في صفوف (التنشئة الدينية) في طهران، وحذرت الوثائق والتصريحات المصاحبة لنشرها من انتشار جيل من المتطرفين في البرازيل وسط غفلة من الجميع.
وألقت البرازيل مؤخراً القبض على مهرب المخدرات اللبناني فادي حسن نابهة التابع لحزب الله، وما زال في قبضة السلطات حتى الآن.
وفي كوستريكا تمكن مدير الهجرة ماريو سامورا من اكتشاف تنقل أعداد كبيرة لمواطنين من أصول عربية يحملون جوازات سفر فنزويلية في 2008 من بلاده إلى دول أخرى على رأسها أمريكا، وهو ما دعاه وقتها لإبلاغ واشنطن التي عززت من إجراءات المراقبة حينها.
وفي يناير (كانون الثاني) 2011 حددت وزارة الخزانة الأمريكية هوية عنصر رئيس لـ "حزب الله" يدعى أيمن جمعة إلى جانب تسعة أفراد إضافيين، و19 شركة من شركات الأعمال متورطين في أكبر مخطط لتهريب المخدرات في دول أمريكا اللاتينية طوال تاريخها.
وكشف تحقيق أجرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أن جمعة نفذ عمليات غسل أموال بمقدار 200 مليون دولار في الشهر، من بيع الكوكايين في أوروبا والشرق الأوسط عبر عمليات جرت في لبنان وغرب أفريقيا وبنما وكولومبيا.
كما كشف التحقيق قيام شبكة جمعة بغسل الأموال عبر حسابات في "البنك اللبناني الكندي" استخدمها زعيم الشبكة لتنفيذ عمليات معقدة لغسل الأموال.
وطبقاً لتقارير أمريكية فإن هذه العمليات مكنت "حزب الله" من توفير إيرادات إضافية لتمويل تسليح عناصره في سوريا.
وفي العام 2015 سلطت وزارة الخارجية في تقرير لها عن الإرهاب الضوء على شبكات الدعم المالي التي يحتفظ بها حزب الله في أمريكا اللاتينية وخلصت إلى أن الحزب "قادر على العمل في جميع أنحاء العالم"، وأقر الكونغرس الأمريكي وبإجماع 422 عضواً قانوناً لفرض عقوبات على المصارف التي تتعامل مع حزب الله، بعد رصد الاستخبارات الأمريكية نشاطاً مكثفاً لعناصر من الحزب في تهريب المخدرات لدول أمريكا اللاتينية.
وفي فبراير (شباط) من العام 2016 تمكنت الاستخبارات المكسيكية ونظيرتها الكندية من الكشف عن تحركات أفراد تابعين لحزب الله وإيران في أمريكا يخططون لعمليات تهريب وتفجيرات إرهابية، 3 منهم يحملون الجنسية الأمريكية.
كما كشفت تقارير الاستخبارات الأمريكية أن وزير الداخلية الفنزويلي ذا الأصول السورية طارق العيسمي يساهم بشكل كبير في خلق شبكات لغسل الأموال لجماعات تابعة لإيران وحزب الله العابرة للقارات والدول، لتصل إلى العراق وسورية ولبنان وفنزويلا وغيرها، الأمر الذي عزز من أواصر العلاقة التجارية وتبادل عمليات غسيل الأموال وتجارة المخدرات في تلك الدول.
من جانبها كشفت تقارير نشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أن شركات اللحوم والنفط الكبيرة في البرازيل وأوروغواي تستخدم للتغطية على عملاء إيران وجواسيسها.