بعد ثماني سنوات عجاف تنتهي الحقبة البوشية ، وهذه الحقبة المليئة بالمفارقات والمفاجآت والأحداث والصراعات المختلفة ، فالمتمعن في الفلسفة السياسية الأمريكية يجد أنها تقوم على القومية العنصرية ، وهنالك ثمانية أعمدة للقومية الأمريكية ومنها إلغاء الآخر، وأمركة الإيمان، ولكن أخطرها هي الميل إلى العنف باعتبار الغير هو الجحيم.

وإذا ما تتبعنا السياسة الأمريكية لإدارة بوش نجد أنها تتفق إلى حد كبير مع هذه المبادئ التي تقوم عليها الامبريالية الدينية الأمريكية ، فأمريكا قد نشأت على ارض بلا شعب ؛أي أنها قد قامت على العنصرية الدينية واستخدام العنف وتطبيق نظرية الإحلال ؛ وذلك بإبادة جماعية للهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا ، وهذا السلوك الأمريكي للعنف والعنصرية قد استمر إلى وقتنا الحاضر؛ لأنه سلوك تاريخي قد اعتاد وشاب عليه اللاهوت الأمريكي .

وفي هذا السياق ، فان بوش قد اعترف بان احتلاله للعراق كان نتيجة لخطأ في المعلومات الاستخبارية ، وعندما سُئل لماذا أعلن الحرب على العراق؟ أجاب : أمرت من الله بحرب العراق ، وهذا دليل على أمركة الإيمان أي أن أمريكا قد أعطت لنفسها طابعا دينيا خاصا بها .

إن إدارة بوش قد حطمت آمال الفلسطينيين في قيام دولتهم، وتضاعفت مآسيهم وازداد التشرذم والانقسام الفلسطيني الفلسطيني ، واتسع السرطان الاستيطاني الإسرائيلي ،واشتد الحصار على غزة وتجويعها وحرقها بلا وقود وقصفها بلا حدود ، وإن العمى السياسي الأمريكي قد أصاب القرنية السياسية لبوش لانتهاجه سياسة الحروب الاستباقية والتذرع بمحاربة الإرهاب القادم من أفغانستان .

وإزاء ذلك ، فان أمريكا تمتاز بأساليب عالمية مختلفة عن أية دولة في العالم من خلال إتباع أسلوب الفوضى الخلاقة ، وأسلوب التفكيك ؛ لقناعتهم بأنه لا يمكن تشكيل نظام عالمي جديد إلا إذا تصدعت وتفككت دول العالم ؛ وهذا يؤكد لنا أن السياسة الأمريكية في العالم قد تكون منفتحة بالمطلق وقد تكون مغلقة أيضا بالمطلق وذلك حسب مصالحها في دول العالم .

وأخيرا ؛ إننا حقا مطالبون اليوم ، قراءة الأحداث قراءة متأنية وواعية وغربلتها ؛ للوصول إلى نهضة تليق بالأمة العربية ويعيد لها وحدتها و مجدها التليد في عامها الجديد .