اقبلوا ما يقبل به الغزيون
احمد ابوخليل
15-01-2009 06:13 AM
منذ ان جنح قسم من الفلسطينيين نحو الصلح, أخذ أغلب الرسميين العرب يرددون عبارتهم التي أصبحت شهيرة: "نقبل بما يقبل به الفلسطينيون". وفي المعركة الدائرة الآن بين الغزيين وبين العدو الاسرائيلي لا يتذكر الرسميون العرب عبارتهم تلك, فهم لا يقولون: "نقبل بما يقبل به الغزيون".
ولكن بماذا يقبل الغزيون?
عند الانتخابات التشريعية الفلسطينية كان الغزيون أمام خيارين, الأول قدمه مرشحو السلطة الرسمية آنذاك يقوم على التفاوض واعتماد العملية السلمية, والثاني قدمته حماس يقوم على المقاومة, أما القوة الثالثة وهي الجهاد الاسلامي فهي رفضت الانتخابات أصلاً بما يعني أن موقفها بالمطلق مع المقاومة.
المشاركون بالانتخابات اختاروا حماس لأنها تتبنى المقاومة كما أن رافضي الانتخابات هم حكماً مع المقاومة, وهذا هو الذي يوضح ما يريده وما يقبل به الغزيون.
أما القول أن الغزيين يقعون تحت سلطة وقمع حماس وأنهم يصبرون رغماً عنهم بانتظار الشرعية كما قال أحد قادة السلطة, فهو أمر تكذبه جغرافيا غزة على الأقل, إذ علينا أن نتذكر مثلاً أن قادة أجهزة السلطة أثناء الصدام مع حماس قبل أشهر تمكنوا حتى من الوصول إلى الطرف الاسرائيلي, فالحديث عن بضع مئات من الأمتار فقط. كما علينا أن نتمعن في دلالات قيام مئات ممن كانوا عالقين على الحدود مع مصر بالعودة إلى غزة وهي تحت القصف. وهذا يعني ببساطة أن الصمود قرار شعبي واع وحر وحقيقي.
لغاية الآن على الأقل, فإن المقاومة وصد العدوان هي ما يقبل به الغزيون, وأول درجات الموقف الأخلاقي أن لا نعارضهم في ذلك, فهم أساساً أصحاب المعركة.
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net