facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




غزة .. احدى العروسين والاردن باقْ بوابة للتحرير


محمد حسن التل
15-01-2009 03:36 AM

"طوبى لمن سكن العروسين غزة وعسقلان".. هذا قول مسند للرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ، المستهدف الاول من قبل اليهود عبر القرون ، وهو يؤشر على عظمة ما يحدث في غزة هذه الايام ، فالغشيم فقط من يظن ان السكينة التي يعيشها اهل غزة هاشم ، وعلى رأسهم الاطفال ، هو تبلد احاسيس نتيجة الرعب الشديد ، من القصف الاسرائيلي المتواصل بوحشية ، على مدار عشرين يوما ، هؤلاء اصحاب البأس الشديد "اولو بأس شديد" ، ايدهم الله تعالى بالثبات ورباطة الجأش ، هم لا يحاربون عدوهم بالسلاح الذي يفتقدونه بالاصل ، بل سلاحهم الصبر والايمان المطلق ، بعدالة الله تعالى وتأييده لهم ونصره ، آجلا ام عاجلا ، و رفعا للظلم عن كاهلهم.

هذه الدماء التي تشخب في شوارع غزة هاشم ، تحت وطأة الهمجية الاسرائيلية وتخاذل الامة ، تحولت قوة دفع جبارة ، في مواصلة الملحمة التي سيسجلها التاريخ ، بأحرف من ذهب. يقول المولى عز وجل "اذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم واذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون ، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا" ويقول المولى "حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين". وقال جل شأنه "ان الله يدافع عن الذين امنوا ان الله لايحب كل خوان كفور ، اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير".

بأبي وامي.. ذلك الطفل لؤي ، الذي علمنا درسا بليغا في الثبات ، وهو يشرح معاناته من همجية اليهود ، واثقا من النصر وهو يلهج بالحمد لله ، الذي بالقطع احس لؤي بمعيته اثناء هذه المعاناه.

ففي الوقت الذي ظن فيه اليهود ، انهم استطاعوا ان يطحنوا اهل غزة ويدخلوهم في ظلمات القتل والدمار والرعب ، اشرقت شمس الله في قلوب هؤلاء ، فتمردوا على الواقع المرير ، وثبتوا ثبوت الجبال ."اذ يوحي ربك للملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان ..."

في غزة.. انهزمت كل مؤامرات العالم القذر على هذه الامة وانكشفت احقاده ، وما يراق من دم في الازقة والطرقات والبيوت ، هو ممارسة لاغتيال ارادة هذه الامة في الحياة والايمان.

غزة التي حاصرها اليهود جوعا ومرضا ، ها هي اليوم تهز "الجيش الذي لا يقهر" وتفيض بعطائها على امتها ثباتا ونصرا باذن الله ، وباتت تشكل شوكةفي خاصرة العدو ، ورغم كل هذا الدمار والذبح لكل حياة ، فهي اليوم تقول لاعدائها "موتوا بغيظكم.. اني باق وانكم انتم الذاهبون".

اذا كانت اليوم غزة هاشم مستباحة ، فان مسؤولية الامة باتت مضاعفة ، والجهاد يتجاوز فرض الكفاية وفرض العين ، والا فاسلامنا اصبح مغموزا فيه.

ان الواقع العربي والاسلامي ، على كل ما فيه من تخلف وتمزق وضياع ، ما زال قادرا على الحركة والتغلب على ضعفه والوقوف الى جانب غزة ، لدحر الغزاة قبل فوات الاوان.

ان ما يجري اليوم على ارض غزة ، صراع حضاري بين المسلمين واليهود.. بين الحياة والفناء.. بين الايمان والكفر ، وللأسف ما زال كثيرون منا ، يحاولون تجاوز هذه الحقيقة ، باعتبار هذا الصراع معركة عادية بالمفاهيم المادية،،.

ان الاثار المدوية التي تركتها معركة غزة ، ستكون ذات طعم مختلف ، لان هذه المعركة استطاع ابناء غزة من خلالها ، ان يبعثوا في الامة روحا كانت غائبة منذ عقود ، وهي عقيدة الجهاد والثأر ، ممن استباحوها وارادوا تغييبها كأعظم امة بعثها الله تعالى.

ترى ، من كان يصدق لو وقف واحد على ضفاف دجلة ، وهو مصبوغ بالدم والحبر يوم دخل المغول بغداد وفعلوا ما فعلوا ، ان الشمل سوف يجتمع من جديد ، وتعود جحافل الفتح لتدك اسوار القسطنطينية من جديد؟.

وهل كان احد يصدق ، لو جاء على المنتظرين للذبح في صحن المسجد الاقصى ، عندما كانت خيول برابرة اوروبا ، تغوص في الدماء الى الركب ، بان احفاد صلاح الدين ونور الدين ، لم يقفوا عند ضفاف البسفور والدردنيل ، بل سوف يتجاوزونه الى اوروبا ، وتجتاح جيوش المسلمين مساحات واسعة ، وتقف على ابواب فيينا ، حاملة راية الاسلام الى هناك؟.

ان الايام المقبلة حبلى بالاحداث ، فهل نستشعر مسؤولياتنا ونتهيأ للمستقبل بأساليب العصر ، متسلحين بتاريخنا وعقيدتنا ، حتى نحقق اهدافنا في العيش الكريم ، بعيدا عن الذل والتبعية؟.

قلنا وسنظل نردد ، ان ما يحدث في غزة ، بداية مؤامرة على الامة ووجودها ، وان على الجميع ان يتنبهوا الى خيوط هذه المؤامرة ، كما فعل الاردن قيادة وشعبا.

لقد كان الاردن عبر العصور المختلفة ، بوابة لتحرير فلسطين منذ الفتح الاول ، على يد عمر بن الخطاب ، ثم الفتح الثاني الذي بدأ مسيرته نورالدين زنكي ، واتمه صلاح الدين الايوبي ، وعبر كل المؤامرات التي استهدفت فلسطين كان الاردن يقف سندا منيعا في الدفاع عنها والحفاظ عليها ، وموقف الشريف الحسين بن علي ما زال مثلا في عين التاريخ حين ضحى بملكه من اجل فلسطين والدفاع عنها وما التحام الموقف الرسمي مع الموقف الشعبي بهذه الصورة الرائعة ، ازاء ما يحدث في غزة الا تعبير عن هذه الحقيقة الراسخة في الوجدان الاردني.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :