الاردن في المنطقة الوسطى بين القاهرة والدوحة
فهد الخيطان
14-01-2009 03:07 AM
** الصراع على القمة العربية يحيي حالة الاستقطاب بين معسكر الاعتدال والممانعة
ينأى الاردن بنفسه عن حالة التجاذب القائمة بين القاهرة والدوحة حول الموقف من انعقاد قمة عربية طارئة.
القيادة القطرية دعت الى قمة طارئة في الدوحة يوم الجمعة المقبل فردت القاهرة بالرفض واقترحت في المقابل قمة تشاورية على هامش قمة الكويت الاقتصادية.
الصراع على القمة وادارة ملف العدوان على غزة احيا من جديد حالة الاستقطاب بين معسكري الاعتدال والممانعة.
فقد قوبلت دعوة قطر للقمة بتأييد من سورية ولبنان والسودان فيما انضمت الرياض الى معسكر المتحفظين لكن فضلت عدم الدخول في اشتباك مباشر مع الدوحة مخلية الساحة للقاهرة التي تتصدر المواجهة.
الاردن الذي كان وما يزال محسوبا على معسكر الاعتدال يحاول تجنب الاصطفافات العلنية فهو وان كان يؤيد الموقفين السعودي والمصري الا انه يفضل عدم اعلان موقف صريح من قمة الدوحة التي يحتاج انعقادها لموافقة ثلثي الاعضاء الـ 22 في الجامعة العربية.
قطر من جهتها اعلنت ان 10 دول عربية وافقت خطيا و5 بشكل شفهي على عقد القمة الطارئة وتقول مصادر دبلوماسية ان الاردن من بين الدول الخمس.
يبدو ان الاردن اختار الوقوف في المنطقة الوسطى او الرمادية فيما يخص القمة الطارئة رغبة منه في الحفاظ على علاقاته التقليدية مع مصر والسعودية من جهة ومن جهة اخرى الابقاء على خطوط الاتصال القوية مع الدوحة التي استعادت زخمها مؤخراً.
وستشهد الساعات الثمانية والاربعين المقبلة سباقا سياسيا بين دعوات القمة في الدوحة وجهود وقف اطلاق النار في القاهرة. فالقيادة المصرية تعمل على مدار الساعة للوصول الى مقاربة بين اسرائيل وحماس لوقف اطلاق النار في غزة يجعل من عقد القمة في الدوحة غير ذي جدوى, فيما تراهن قطر ومعها اطراف اخرى على فشل هذه المحاولات ليصبح انعقاد القمة امرا لا مفر منه.
اطراف الاعتدال العربي وعلى وجه التحديد مصر تخشى ان تتحول القمة الى مناسبة لكشف العجز العربي عن اتخاذ اجراءات قوية تردع اسرائيل عن مواصلة عدوانها فيما ترى الدوحة في القمة فرصة لاستخلاص العبر واعادة احياء روح التضامن العربي حتى لو كلف ذلك بعض الدول دفع اثمان سياسية تخص علاقاتها مع اسرائيل ففي كلا الحالتين ستكرس قطر دورا محوريا في المنطقة خاصة بعد نجاحها في تحقيق المصالحة بين الاطراف اللبنانية وحتى لو كان ذلك على حساب عواصم كبرى اظهرت التطورات الاخيرة عجزها السياسي.
لا يتمنى الاردن الوصول الى يوم الجمعة من دون اتضاح الموقف كي لا يضطر الى خيارات صعبة ويسعى مع الساعين في عواصم اخرى لانجاز وقف فوري لاطلاق النار لتجاوز عقدة القمة في الدوحة والاكتفاء باللقاءات التشاورية على هامش قمة الكويت الاقتصادية.0
fahed.khitan@alarabalyawm.net