الدراما الإماراتية تصافح المُشاهد العربي بمصداقيتها
03-09-2017 11:05 PM
عمون- رغم خطواتها البطيئة مقارنة بنظيراتها الخليجية والعربية، إلا أن الدراما المحلية نجحت في حجز مقعد لها على قائمة المشاهِد، ليؤكد الاستطلاع الذي أجرته «البيان» عبر موقعها الإلكتروني على مدى أسبوع، وصول الدراما المحلية للمُشاهد العربي بنسبة تصل إلى 24%، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً، فهذه الدراما التي لطالما بقيت رهينة المُشاهد المحلي على مدى سنوات، تحررت من محليتها، لتنطلق مصافحة الجمهور الخليجي والعربي، من خلال قضاياها المهمة التي لفتت الأنظار.
وإنتاجها الذي جعلها تتربع العام الماضي على عرش الأوائل في استطلاعات الرأي التي أجرتها أغلب الصحف والمواقع الإلكترونية، إضافة إلى حفاظها على بساطتها ومصداقيتها، وعدم التكلف والمبالغة في الأحداث والانفعالات كما نرى في غيرها.
مؤشر إيجابي
وفي المقابل انحازت 25% من الآراء إلى اقتصار الدراما المحلية على المُشاهِد المحلي، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً يؤخذ لصالحها، فهذه النسبة تعد قليلة، في ظل قدرة كل دراما على الاحتفاظ بالنسبة الأعلى من جمهورها، إلا أن هذه النسبة تؤكد أن الدراما الإماراتية تحررت من إطار محليتها وعانقت المُشاهديْن الخليجي والعربي بنسبة 75%، وهو ما يفوق التوقعات.
ومن خلال رصد نسب المُشاهدة الخاصة، أجمع 51% من المشاركين في الاستطلاع على عدم مشاهدة الدراما المحلية، وهو ما يعد مؤشراً متوقعاً في ظل الجرعات الكبيرة والدسمة من الدراما الخليجية والعربية التي تنهمر في رمضان كالمطر.
عقبات
عقبات كثيرة عانت منها الدراما الخليجية في السنوات الماضية، أبرزها الإنتاج الخجول، وعدم وجود الدعم، إضافة إلى اقتصارها على الكوميديا في ظل عدم توفر نصوص درامية قوية، لقلة عدد الكُتاب، وعدم التمكن الحقيقي من الكتابة، وأيضاً لقلة عدد المخرجين المحليين، ما أدى للاستعانة بخبرات خليجية وعربية، إلى جانب الفوضى الواضحة في الوجوه الجديدة التي تعج بها الدراما المحلية، لتطل علينا وجوهاً تفتقر للموهبة، ما قلل من قيمة الأعمال الدرامية، وبالتالي قدم صورة باهتة لكثير من المشاهد.
وإلى جانب ذلك، ساهمت أزمة التسويق للممثل المحلي في زيادة الطين بلة، كما أن المقارنة بينه وبين نظيره الخليجي في الأجور ليست لصالحه في أغلب الأحيان، وهو ما عانى منه نجوم الإمارات على مدى سنوات طوال.
تجاوبومع الأحداث الساخنة التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، جاء تجاوب الدراما المحلية لافتاً، فمن خلال مسلسل «خيانة وطن» الذي عرض العام الماضي، وهو أول مسلسل وطني سياسي في تاريخ الدراما الإماراتية، يكشف خفايا التنظيم السري للإخوان المسلمين، مسلطاً الضوء على الأفكار التي يحملونها، وشارك في هذا العمل المقتبس من رواية الكاتب حمد الحمادي، نخبة من نجوم الإمارات.
ومع «خيانة وطن» فتحت الدراما المحلية صفحة جديدة، أكدت قدرتها على التصدر وإثبات حضورها بنص محلي، وإنتاج وتمثيل إماراتي.
وتبقى الدراما المحلية حاضرة بأعمالها التي لا يمكن التغاضي عنها، وأبرزها «طماشة» الذي طالما ناقش في أجزائه المتتابعة قضايا الشارع المحلي، وعكسها بأجمل صورة، إضافة إلى «حاير طاير» و«حظ يا نصيب» اللذين اخترقا الحواجز وارتبط معهما الجمهور بعلاقة حب لتميز أحداثهما.
كما نجحت أيضاً في تجسيد التراث بشكل جميل مــن خلال ارتباط أغلب الأعمال المحلية بالتراث بشكل مباشر ومنها «وديـــمة» و«بحر الليل» و«حنة ورنة» وغيرها، وامتازت الدراما المحلية بجرأتها في مناقشة القضايا واستعراضها، إذ لم تتوانَ عن التطرق لجوانب لفتت الأنظار، ونقلتها بحس كوميدي جعل الجمهور يتقبلها بسرعة ويتفاعل معها. (البيان)