نشطت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة القصيرة الماضية بالحديث عن مفاجأة رئيس الوزراء هاني الملقي، وازدحمت التكهنات والتوقعات والتنظيرات في الرؤوس ، المواطن الأردني معروف عنه أنه يعشق الحلم وينتظر الأمل ولو كان وهماً.

حيث بدأ الناس يتوقعون شيئا ما يحدث في البلد ، بناء على مقابلة الرئيس في برنامج ستين دقيقة،، هو بشّر ولم ينفّر ، فالرجل سياسي وعليه تطمين الشعب ، وهذا الوضع طبيعي ان يقوم المسؤول بتطمين الناس ان الامور تمام، وان الايام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت.

ولكن الشعب الأردني يريد عملا وفعلا وليس كلاما فارغا،؟؟؟

مثلا توقع البعض زيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والمدنيين،، والبعض منهم توقع الاعلان الرسمي عن اكتشاف النفط في الاردن بكميات تجارية، تتيح للناس البحبوحة في العيش والرغد والترف حد البذخ اسوة بدول النفط والغاز، ولكن الرئيس فاجأنا في خبر على الفيس لإحدى الناشطات الاردنيات، انه قام بعقد قرانه في اربد على احدى الفتيات خطوبة يعني، ؟؟؟

لكن الناس لا يهمهم ان خطب او تزوج الرئيس فهذا شأن شخصي ولا يهم الناس سوى ما ينفع الناس، في معيشتهم وحياتهم اليومية والغلاء الفاحش، وتآكل الرواتب ، والفقر والبطالة والفساد،

والمفاجأة الأخرى من دولته،، فتح الحدود مع العراق، معبر طريبيل ،حسنا ماذا يهم الناس ان فتح المعبر او لم يفتح!؟

ليس كل الناس لديهم شاحنات لتعبر هذا المعبر ولا كل الناس يعملون في التجارة، هو صحيح فتح المعبر ينشط التجارة بين الاردن والعراق وهذا امر طبيعي ولا غبار عليه ،

انا اعرف ان شعبنا يطيش على شبر ماء، ويصدق كل ما ينشره الاعلام خاصة كلام الكبار، وعندما يقول الرئيس انا ابشر الشعب الاردني ان هناك اخبارا سارة ومفاجآت يعني ان كلام الرئيس موثوق والناس تصدقه،، وشعبنا كما اسلفت يصدق الكبار ،، ويترك كل شيء من امور حياته جانبا وينتظر المفاجآت ،ويشنف الأذن لكل الاشاعات والحقائق،، وتبدأ التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبدأ معها السخريات والنكات السخيفة وكلها تدور حول مفاجآت الرئيس،

انا مواطن بسيط اقول للرئيس الملقي كف عن اسلوب الوعود و(س) التسويف فالمواطن يلتقط كل كلمة تقال على محمل الجد، المواطن لا يعرف المزاح خاصة من قبل الكبار يأخذ كل كلامهم جد وواقعي وحقيقي، الأردنيون دوما يعشقون الأخذ من الحكومات ، كل شيء من الحكومة بركة ، يطمعون بالحكومات صدقني وكأن الحكومة تأتي بالمال من نبع لا ينضب ،، الكل يطمع ان يكسب من الحكومة حتى الأغنياء.

الناس مشكلتهم انهم لا يفرقون بين الاشاعة والحقيقة، يسمعون الكثير عن الفساد والفاسدين ويتهمون الحكومة بالتستر عليهم والتواطؤ معهم هذا ما يقوله الشارع الاردني.

نريد من الحكومة الواقعية والشفافية في كل الامور بصراحة، المواطنون ينتظرون مسؤولا كبيرا يضع النقاط على الحروف حول حقيقة الاقتصاد الاردني وحقيقة الفساد، وتأثير ذلك على حياة الناس اليومية ومعيشتهم الصعبة فالأسرة الاردنية بحاجة كل يوم الى 30 دينارا حتى تستطيع ان تعيش هذه الاسرة بكرامة وتواكب غلاء الاسعار المستمر وتصرف على اولادها فقط (الاكل) والاشياء الضرورية اليومية الأخرى.