ونحن ننثر فرحة العيد الكبير
فيصل تايه
31-08-2017 07:08 PM
حين نستقبل حلول عيد الضحى المبارك مع النسمات الأولى من صباحه بالتكبير والتهليل والفرحة مبتهجين بانقضاء فرائض ركن من أركان الدين الحنيف .. مرحبين بيوم الفداء والمودة والصلة والعتق من قيود النفس الشحيحة .. وفرحة الحاج في أداء المناسك والتضحية والتحلل من الإحرام ..فمرحبا بسعادة الغني بالبذل والعطاء وفرحة المسلمين بحقيق الأمنيات..
عيد الأضحى المبارك يختزل في حروفه ومعانيه ومراميه معنى الفداء وكل ما يعني التضحية .. حيث ينطلق من مناسبة حيوية مهمة .. حيث نعيش الفرح الكبير فيه .. ويحاول أن يمدّ هذا الفرح من خلال ما يمدّ به المناسبة في الذكرى تارةً .. وفي الممارسة تارة أخرى.. فهو عيد ذبح الأضاحي الذي فيه رمزية الفداء للإنسان الذي كرمه الله عند افتداء الله بذبح عظيم لنبيّه إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام , ليصبح الذبح شعيرة من شعائر الدين تأكيدًا لقداسة هذا الإنسان وحرمة إراقة دمه .. ولا عبرة في إراقة دم الحيوان إلا التزام المسلمين بمبدأ السلام وصون كرامة الإنسان في هذه الحياة القائمة على سنة التنوع والاختلاف والتدافع في الأرض , وإحياء مبدأ التكافل بين الناس حين يتذكر الغني جاره أو أخاه الفقير, فأنت بالأضحية تتقي الله بسلوك منهجه القويم في السلام والمحبة والعطف والتراحم.
يأتي عيد الأضحى المبارك لعله يجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم وضاعت في جراح تنزف وحياة تزداد تعقيداً .. وكل تلك الإفرازات السلبية التي تحاصرنا طوال العام.. عيد مبارك على المسلمين عامة.. وعلى كل من يريد أن يستشعر العيد بعيداً عن إحساس التأنيب المستمر .. والجلد الذاتي الذي يمارسه البعض على أنفسهم .
يجب ان يكون إحساسنا المشروع .. بأن هذه أيام عيد .. لكنها ستكون منقوصة من البهجة وكئيبة كأيامنا المليئة بالحزن على إخوتنا المنكوبين في دول عربية باتت مقطعة الوصال ومسرحاً للمناحرات والصراعات القميئة ، داعياً ان يكون الله مع أمهات المفقودين والمصابين ، والمنكوبين واللاجئين ، وأن ينصر الحق ، وان يتم علينا العيد بعد أن بنفض عن وطننا العربي غبار الفئوية والطائفية والمذهبية المقيتة ، ويطهر النفس من نجس الكراهية والحقد كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس.
سنسعد بالعيد على الدوام عندما تنتهي الأحقاد وتذوب الفوارق بيننا ويظهر فيه الإيثار ويتعاظم فيه السباق على التصافح والعناق وتمتد الأيادي لبعضها البعض من أجل صلة الأرحام وإنهاء القطيعة ومنع الأذية وتتداول فيه الهدية لتصفى النفوس وتغسل الادران وتلتقي القلوب الرحيمة والأفئدة الرقيقة لتبدأ مع إشراقة صباح العيد صفحة جديدة من الألق والرخاء والصفح الجميل ..
وأخيراً سيبقى العيد هو الفرحة التي تقتحم قلوبنا ، وسنظل نحتفي به وندعو الله في كل عيد أن تأتي الأعياد القادمة وقد تحققت كل امانينا بنصرة الأمة وإدامة الأمن والسلام على الأردن وان ينعم بها على كل بلاد العرب والمسلمين، وخروجاً لامتنا العربية من براثن الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.. وأن يعيد للعرب أمرهم ولم شملهم ويؤاخي بينهم وينصرهم ..
إنه على كل شيء قدير
وكل عام وقلوبكم تحمل فرحا لا ينتهي