الاردن وأزمة الخليج .. مثل "بالع الموس"
افتتاحية عمون
31-08-2017 02:40 AM
الضغط الذي تمارسه دول الخليج الشقيقة غير المعلن على الاردن ما عاد سراً والشواهد غير المالية كثيرة لعل ابرزها الجفاء في التواصل مع بلد عربي وجار شقيق اتخذ موقفا شبه محايد بين ابناء عمومة قد يتصالحون في اي لحظة فنخرج من المولد ليس بلا حمص فحسب بل بسواد الوجه وقد نكون سببا في النزاع القبلي والسياسي بين ابناء العمومة والمصالح..
نسوق ذلك ونحن نرى سيد البلاد يلتزم الصمت ازاء ما يجري محترما رغبة الشقيق ومؤيدا بذات الوقت الحل وإن استنفذ طاقته وانتهت فيما يبدو سقوف الخلاف ووصلت مداها الاعلى ولم يبق عند كل الاطراف ما تقوله بعد الحرب الاعلامية بين الاشقاء .
الحراك الاردني الاخير له مدلولاته ورسائله المباشرة الى الجميع فالأردن قادر بحكمة مليكه ان يتدبر امره وان ينأى بنفسه عن خلافات الاشقاء والتأكيد على وحدة الصف العربي والخليجي تحديدا لأن موقفه واضح وضوح الشمس ان اي اختلاف بين الاشقاء شرقي وجنوبي البلاد ليس في مصلحة الاردن وهو يقود القمة العربية .
تثير الاعجاب حنكة الملك في ادارة الملفات وهو المطل الرئيس على جوانبها فمنذ اللحظة الاولى كان يمسك العصى من المنتصف وإن لم يعجب الاشقاء نباته .. وعمل بصمت على ادارة الملفات وهو يعرف ان الكويت وهي الاقرب وربما واشنطن السلطة لم تملك حلاً للازمة العالقة منذ رمضان بين اطراف المقاطعة والحصار والدوحة حتى صار التداخل الحاصل الان عبئا على المجتمع الدولي الذي يعرف سر الخلطة الخليجية التي اصبحت الان مكشوفة الخريطة وخطوطها المتشابكة.
الدوحة تتحدث الان عن قبولها الحوار دون شروط وتصب جام غضبها على ابوظبي وكأن الازمة فردية وليست بين اربع دول تتشابك فيها المصلحة والدم اولا .. ولابد من حل العقدة إن عاجلا ام آجلا بالنزول عن شجرة الخلاف والاستماع للراي الصائب الذي يجمع " الفرقاء " على مائدة واحدة .. وهنا لا يمكن للأردن ان يكون طرفا في حل خلاف تستمتع به واشنطن ولم تقدر عليه الكويت بحكمة اميرها الذي واجه هو الاخر انتقادات عبر مواقع التواصل من رفضه قطع العلاقات وسحب السفراء وطرد الجزيرة..
قد يكون الحل صعبا في المنظور القريب ان ارادت ادارة ترامب لكن على ما يعتقد ان وقف الحملات الاعلامية بدأت ملامحه تظهر بعد التصعيد الجديد بين اطراف النزاع الاخوي.
الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني ظل حزينا على ما يجري وان سحب السفير غير المعين وطلب مغادرة آخر واغلق مكاتب الجزيرة وكان ميالاً للرياض وابوظبي بحكم المأساة التي تشغل وضعه المالي المهين وعمالته في دول الخليج اضافة الى العلاقة غير المتكافئة وغير العادلة مع الآخر الذي ربما يسمح للمغرب فلسطين ووو ولا يسمح للأردن ان يكون له موقف محايد مع اشقاء يغضبون ويتصالحون انّا شاءوا ونصبح نحن الحلقة الاضعف ويكون القصاص لنا والغرم علينا ايضا.
نسأل الله الهداية للأشقاء ونسيان مقولة "اخدمني وانا سيدك"..! .