بالتأكيد نتعاطف مع الزميل ياسر ابو هلالة وزملائه الذين تعرضوا للضرب في اعتصام خيمة السفارة أخيرا ، ونرفض هذا الاسلوب في التعامل مع الصحفيين خاصة وقد اثبتت تقارير الزميل حول الحراك الاردني بشأن غزة انها تقارير مهنية ومحايدة ولا تنطوي على اي قدر من التجنّي او المبالغة ، ونجزم ان ما تعرض له هو وزملاؤه لم يكن فعل مؤسسة اطلاقا بقدر ما هو اجتهاد شخص او أكثر ربما وابن ساعته ليس الا.

وبالتأكيد فان التعاطف الذي اظهرته الدولة مع طاقم الجزيرة ومع الزميل ابو هلالة خاصة بعد هاتف الملك وزيارة رئيس الوزراء والوزراء وغيرهم من مستويات المسؤولية ، انما هو تعاطف معبر وينطوي على اشارات واضحة جدا بان الامور لن تترك هكذا ، وان المؤسسة الامنية الاردنية التي نحترم تجري تحقيقا مثابرا لمعالجة الامر ومنع تكراره وهذا هو شأنها وحقها قبل ان يكون واجبها.

ما يعنيني في هذا المقام هو التأكيد كذلك على ان هاتف الملك يجبّ ما قبله فعلا ، وان السلوك الانساني في الاردني المشهود له يرى الامر كله في طي المنتهي بعد هذا الهاتف الكريم من الملك صاحب الشأن وولي الامر الذي نحترم ونجلّ جميعا.

مرة اخرى.. لن يترك الامر هكذا دون علاج رسمي بالضرورة ، هذا ما لا نشك فيه على الاطلاق ، ومن هنا فنحن نرى - وليس هذا دفاعا عن الخطأ او عن احد كائنا من كان - ان هاتف الملك بكل ما يعبر عنه من معان سامية وراقية وانسانية حيث هو الاب الحاني للجميع من اعتدى ومن اعتدي عليه ، كاف تماما لاعتبار الامر في حكم ما لم يحدث ابدا.

نجزم ان الزميل ابو هلالة وقد اعلن تسامحه وزملاءه.. يملكون من كرم التسامح الانساني الصادق الكثير مما سيعتبر مبادرة الملك على وجاهتها خاتمة تضع نهاية سعيدة لحادث مؤلم ، حادث نؤكد وبإصرار انه حدث لحظته واجتهاد خاص لا علاقة به للمؤسسة الامنية الاردنية ذات الاعراف والتقاليد الراسخة والاخذه في التطور والتقدم كل يوم.

نعم.. سلامات للأخ ابو هلالة والاخوة جميعا ، وتمنيات بان لا يحاول احد الاصطياد في مياه عكرة ، تاركا كل الانهار النقية في سجل هذا البلد الطيب وهذا الشعب الكريم وهذه المؤسسات المحترمه ، ومتعمدا الذهاب الى نقطة سوء ظهرت بالصدفة ونتيجة خطأ انساني معزول عما حوله ، ليعمل ظالما على إظهارها كما لو كانت حالة مستقرة في الوجدان الامني الوطني الاردني العف والراقي والنزيه. ونعم.. واثقون نحن وفي كل المواقع من ان هاتف الملك وفعله الكريم قد وجدا السبيل لإغلاق الملف نهائيا تاركا الفرصة لمعالجة ذاتية داخل المؤسسة ذاتها ، والله من وراء القصد.