في وداع الاستاذ صالح العلمات ..
وليم سلايطة/ديترويت/امريكا
30-08-2017 11:45 AM
ودّعت الجالية الاميركية الاردنية في ديترويت والاهل في مأدبا والوطن أحد رجالات التربية والتعليم الاستاذ صالح العلمات الذي رحل عن هذا العالم بعد حياة حافلة بالحب والإيمان العميق بالدور الهام والاساسي "للمعلم" في بناء وتنشئة الانسان الفرد وتقوية الاسرة والانتماء للوطن.
لن أستطيع وصف سعادتي حين التقيت استاذي ومعلمي وملهمي صالح العلمات في نهاية تسعينيات القرن الماضي حين جاء مغتربا الى ديترويت .تعرفت عليه واقتربت منه اكثر بعد ان كنت اعرفه معرفة سطحيه كأحد أخوالي الكثر في مأدبا.
في مشيغين تعمدت اغتنام فرص اللقاء معه والاقتراب منه لازداد علما ومعرفة وحكمة وأتمتع بحضوره البهي واستزيد من حلاوة احاديثه الممتعة وطيب كلامه وأدركت ان الاقتراب اكثر من الرجل لن يتحقق الا اذا عملنا معاً في المنظمة العربية الاميركية التي كنت احد مسؤوليها لسنوات طويلة وهكذا كان ، تزاملنا وبداء المشوار الذي استمر سنوات
باشر العمل الجزئي معلما ومرشدا لمجموعات القادمين الجدد من الدول العربية الى ديترويت الذين تعلموا منه اللغة الانكليزية والإجراءات السليمة للتأقلم والتفاعل مع المجتمع الاميركي الجديد . ورغم قصر المدة الزمنية لوجوده في اميركا الا انه كان مرجعا للثقافتين العربية والاميركية ،
كان المدرسون والباحثون الآخرون في مكان العمل كثراً لكن الفقيد اصبح محط أنظار المشاركين الطلبة والإداريين والمدرسين وَذَا حضور مميز ابهر الجميع وأصبح اسم صالح الذي له منه نصيب على كل شفة ولسان.
تعودت الالتقاء مع جميع المشاركين في منتصف وختام كل دورة تدريبة أدارها الراحل وكنت اجري لقاءات تقييمية إذاعية وتلفزيونية معهم جميعاً .كان المشاركون في صفوف اللغة و ندوات المعرفة والتوعية والتثقيف يسمون صالح فقط دون الآخرين ، يثنون على شخصيته ، أسلوبه في التدريس وإخلاصه للمهمات الموكلة اليه .
كان الفقيد رجلاً مهذباً طيبا سلساً في احاديثه مع الآخرين دائم التشجيع لأصحاب المواهب والأفكار الجديدة متواصلاً مع مختلف الأجيال والإعمار ، تارة يسرد قصص وحكايا واحاديث وأشعار رواد المدينة الأوائل وفِي لحظة ينتقل بأسلوب العالم الخبير شارحا اخر ما توصل اليه علماء العصر من ابتكارات وانجازات غيرت أساليب وطرق الحياة .
في جلسات السمر التراثية التي كانت تطول ساعات كان المعلم "ابو إيهاب" يشرع لنا نوافذ واسعة على حدائق التراث الاردني يصحبنا في رحلات الى الماضي المادباوي الجميل يستحضر شاعر المدينتين سلمان صويص وعزيز الغيشان وسالم القنصل وسالم ابو لمظي ونويران ابو الغنم ويصحبنا مع الرواد الذين ارتقوا بمستويات مأدبا الثقافية والأدبية ذاكرا روكس بن زايد العزيزي ويوسف الشويحات وهند ابو الشعر وسامي النحاس واخرين اثروا الحياة الأدبية والثقافية الأردنية.
رحل صالح يوسف العلمات جندياً مجهولاً وأحد فرسان الوطن الاردني الذي تربى على يديه ناصعة البياض كوكبة من نشامى ونشميات الوطن .
فلينعم بالراحة الابدية والسلام .
Bk690wnzk@gmail.com