الذكرى الثانية لرحيل زياد ابو غنيمة
30-08-2017 11:04 AM
عمون- صادف اليوم التاسع والعشرون من آب، الذكرى السنوية الثانية لرحيل الكاتب والمؤرخ والنقابي والقيادي الإسلامي الأردني زياد أبو غنيمه أحد القيادات التاريخية للإخوان المسلمين في الأردن وأحد أبرز كُتابها ومنظريها والمدافعين عنها في العقود الماضية ، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في مثل هذا اليوم من العام 2015، بعد حياة حافلة بالعطاء والتميز عاشها المرحوم زياد أبو غنيمة.
وقد نعاه العديد من الكُتّاب والسياسيون والإعلاميون الذين عاصروه والحركات الإسلامية في الأردن وفلسطين، وأشادوا بمناقبه الكثيرة، فكتب الصحفي باسم سكحها في رثائه : ( زياد ابو غنيمة اختار خلال سنوات حياته الاخيرة ان يتفرغ للتأريخ ، بعيداً عن متاهات ومناكفات السياسة اليومية، فالسياسة أخذت من عمره الكثير، ومنذ شبابه المبكر كان من أعمدة صحيفة الكفاح الاسلامي، ولا يمكن لأحد ان ينسى أداءه خلال انتخابات «التسعة والثمانين»، فقد كان وزير اعلام الاخوان المسلمين والناطق بلسان حملتهم، ويسجل له الكثير من النجاح ).
فيما قال الكاتب محمد ابو رمان في مقال بعنوان " نكهة الشيخ زياد " نشره في 31.8.2015: ( كان يقف في صفّ "الصقور" في جماعة الإخوان المسلمين. وفي القضية الفلسطينية، وفي أغلب القضايا العربية والوطنية، يؤمن بالمبادئ وبالمنطق الصارم في المواقف السياسية، فيرفض عادةً أنصاف الحلول، التي قد ننظر لها نحن السياسيين والمثقفين على أنّها براغماتية ومرونة وواقعية مطلوبة في العمل السياسي.
كنت أنتظر هاتف الشيخ زياد أو ردّه اللاذع على أي مقال نقدي لي تجاه "الإخوان" صباح اليوم نفسه، بخاصة مع الانقلاب العسكري الأخير في مصر، أو تأييده لما أكتبه ضد القمع العسكري هناك وضد "الأسد" في سورية. فهو بالرغم من أنّه فُصل من جماعة الإخوان في العام 1993 (بعد أن نشر بياناً عنيفاً منتقداً قيادة الإخوان، وعاد إلى الجماعة، تنظيمياً، قبل أعوام)، إلا أنّه بقي خلال فترة "الانفصال" تلك مدافعاً شرساً وصلباً عن المشروع الإصلاحي للجماعة التي كان الناطق الرسمي باسمها في انتخابات العام 1989).
وكان عزاؤه كما ذكر احد السياسيين البارزين محمد داوودية ” عزاء لا يُدانى في مهابته، شاركت فيه ولمست حرارته، في اربد وفي عمان، كان عزاء كعزاء الشهداء الكبار، فحارتنا صغيرة والناس تعرف بعضها والسنة الخلق أقلام الحق”.
هذه سيرة المغفور له بإذن الله زياد أبو غنيمة القيادي الإسلامي والمؤرخ والنقابي:
– ولد زياد محمود علي أبو غنيمة في مدينة الكرك في عام 1937م.
– والده الأستاذ المربي محمود أبو غنيمة الذي تحمل مدرسة وشارع في مدينة إربد اسمه.
– والدته السيدة شهيرة صالح مصطفى التل , شقيقة شاعر الأردن “عرار” مصطفى وهبي التل ( أبو وصفي ).
– نشأ واستقر في مدينة إربد مع عائلته .
– أنهى الدراسة الثانوية في عام 1953 من مدرسة العروبة الثانوية التي كان يمتلكها ويديرها والده .
– تخرج من جامعة استنبول في تركيا يحمل شهادة البكالوريوس في الكيمياء في عام 1965.
– شغل منصب مدير الأبحاث و دراسات التصنيع في شركة مناجم الفوسفات الأردنية .
– شغل منصب مساعد المدير العام للمستشفى الاسلامي
– ألتحق بالحركة الاسلامية في سن مبكرة حتى وفاته رحمه الله وتولى فيها عدة مسؤوليات منها:
– عضو قيادة التنظيم الطلابي للإخوان المسلمين في الجامعات التركية
– رئيس قسم الاعلام في جماعة الاخوان المسلمين في الاردن
– عضو القسم السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن
– تولى ادارة الحملة الانتخابية لمرشحي الاخوان المسلمين في الانتخابات النيابية في عام 1989م
– ترأس تحرير صحيفة”الرباط” الناطقة بلسان جماعة الاخوان المسلمين في الاردن
– عضو مؤسس وعضو مجلس شورى ومكتب تنفيذي لحزب جبهة العمل الاسلامي”سابق”
– نشرت له مقالات ودراسات وابحاث في العديد من الصحف والمجلات الاردنية والعربية.
– قام بتأليف أكثر من ثلاثة عشر كتاباً في مختلف المواضيع السياسية والتاريخية والإجتماعية والعلمية وله دراسات هامة في التاريخ السياسي الأردني ، منها: مواقف بطولة من صنع الإسلام، السيطرة الصهيونية على وسائل الإعلام العالمية، جوانب مضيئة في تاريخ العثمانيين الأتراك، العلم يتبرأ من نظرية داروين، الإخوان المسلمون في كتابات الغربيين، التمثيل العشائري والعائلي في الحكومات الأردنية، الوزراء الحزبيون في الحكومات الأردنية، وكان آخر كتبه الكتاب الموسوعي ” إربدي يتذكر” الذي استغرقه عشر سنوات في البحث والإعداد والتأليف.
وتخليداً لذكرى فقيد الوطن ومساهماته في الحياة السياسية والثقافية الأردنية، فقد قامت بلدية أربد بإطلاق اسمه على احد شوارع المدينة تخليدا لذكراه رحمه الله.
وللمرحوم زياد أبو غنيمة خمسة من الأبناء، هم المهندس الزراعي محمود وهو نقيب المهندسين الزراعيين والقاضي السابق المحامي محمد والدكتور احمد امين سر نقابة الصيادلة السابق والدكتور انس والمهندس مالك.
رحم الله فقيد الوطن زياد أبو غنيمة وأسكنه فسيح جناته.