عمون - لقمان إسكندر - لا يذكر التاريخ المعاصر أن رئيسا لوزراء في المملكة أقدم على الزواج - علنًا - خلال جلوسه على كرسي الرئاسة. كرسي الرئاسة أشهى من امرأة في الثلاثين من عمرها، صاخبة وجميلة وذات شؤون.
في الحكايا الشعبية الكثير من القصص عن رجال محدثي الجاه والمال انفجر في وجوههم رزق مفاجئ، فتزوج، على أن الملقي ليس واحدا منهم، بالتأكيد.
ويجري تداول أخبار على شبكات التواصل الاجتماعي، وليس كل أخبارها صحيحة. أن الملقي تزوج من ثانية. حتى كُتب عن تفاصيل عقد القران، بحضور عدد من رؤساء الوزراء السابقين وعدد غفير من النواب والأعيان وطاقم الوزارة.
في الحقيقة لا يحق لأحد الحديث بمثل هذه الخصوصيات عن الرئيس إذا لم يمتلك الناشر القدرة على إثبات ما تحدث به، حتى وإن كان الامر على سبيل الفكاهة، بل وحتى وإن لم يكن رئيس الوزراء يحظى بشعبية تمكنه من الاستمرار في قعوده على كرسيه.
ويمتلك الملقي الحق في ملاحقة مروجي هذه الإشاعة التي ترافقت مع "بشرة الخير" التي قال الرئيس انه سيفاجئ بها الاردنيين اليوم.
الملقي رجل عظامي ذو جاه ورثه من دون تعب، حتى قيل أنه ما جلس في "الرابع" مهارة، ولا امتلاكا لقدرات القيادة، ويستشهدون بالأزمات التي فشل في إدارتها، واحدة تلو الأخرى، متهمين حكومته بأنها تحولت الى مجلس تنفيذي يضم مجموعة من كبار الموظفين، فاقدا للقدرة على الفعل، ومتخليا عن دوره السياسي.
رئيس الوزراء يوم كان عازبا من منصبه، لم ينقصه المال حتى يهشّ قلبه له بعد المنصب، ولا الدعم اللوجستي، ولم تثنه مصاريف حفلة الزفاف، ومن المؤكد أن توفير الشقة ليست عبئا عليه مع بعض التدابير الذكية، ولا هو مضطر - مثل معظم ابناء شعبه - ليعمل عملا إضافيا حتى ساعة متأخرة من الليل ليستطيع أن يغطي مصاريف أسرته.
رغم بهرجة رئاسة الوزراء، لكن شخصية بما هو عليها هاني الملقي، لا يعتبر قعوده على قلب الشعب على شكل رئيس الوزراء سببا مشجعا له ليتزوج. لا. لم يتزوج، بل شبّه لهم.