عمان في السادس من ذي الحجة 1438
الموافق الثامن و العشرين من آب 2017
جلالة الملك العادل عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه شكوى لمواطن متظلم بين يديكم، لا يشكو عادة إلا لله، و لكن الأمر متعلق بكم اليوم و أعلم أنكم أهل عدل فسوف أتظلم أمامكم قبل أن أرفع تظلمي إلى محكمة السماء، لأن أحد مديريكم لا تهمه محكمة السماء و لا محكمة الأرض، و كلي أمل بأن يوصل من يجب أن يوصل كتابي هذا لكم و إن لم يفعل فسأوصله على طريقتي راجيا أن تأذن لي بذلك منذ الآن.
إذَا أَغْلَقَ الأَمْلاَكُ دُوْني قُصُورَهُمْ ونَهْنَهَ عن غِشْيانهِمْ زَجْرُ حَاجِبِ
سآتي إلى بَابِ المُهَيْمِنِ طَارقًا مُدِلاً , أنُادي باسْمِهِ غَيْرَ هَائِبِ
فَلَمْ أَلْفِ حُجَّابًا وَلم أَخْشَ مِنْعَةً ولَوْ كَانَ سُؤْليْ فَوْقَ هَامِ الكَواكِبِ
كَريْمٌ يُلَبيْ عَبْدَهُ كُلَّمَا دَعَا نَهَارًا ولَيْلاً فَي الدُجَى وَالغَياهِبِ
سَأسْألُهُ مَا شِئْتُ إنَّ يَمِيْنَهُ تَسِحُّ دِفَاقًا بالّلُهَى و الرَّغَائِب
فَحَسْبِيَ رَبِيْ في الهَزَاهِزِ مَلْجَاًّ وحِرْزًا إذَا خِيْفَتْ سِهِامُ النَّوائِبِ
و لكن بابكم لن يغلق ان شاء الله ، و حجابكم لن يمنعوا مظلمة من الوصول اليكم حتى تبقى المودة بيننا كما كانت دائما ان شاء الله ، و حتى تبقى جلالتك رمزا في صدرونا لا صورة معلقة في مكاتبهم.
الدولة لا تكذب ، و لا يجب أن تكذب ، و حينما تفعل فإنها تخسر أخر معقل لها في نفوس المواطنين ، الدولة هي الخيمة العادلة التي تظل تحتها المواطنين من ظلم الآخرين أو ظلم بعضهم بعضا ، لكن حينما تصبح الخيمة مأوى للظلم فإن المواطن يقلب وجهه في السماء و لا يدري ماذا يفعل ، و يبدأ بالتساؤل هل المتطرفون على حق ، الدولة هي ظل الله في الأرض و هي الخليفة الذي يحمي و يعدل و ينصف.
و حينما تضع الدولة وزراء و مدراء كبار في مكاتب فخمة فارهة ، مجرد الدخول إليها يبعث الرهبة و الخوف في نفوس المواطنين الفقراء ، و لا يقوم هؤلاء المدراء بواجباتهم هنا تقع المصيبة، أما حينما يبدأ المدراء بالكذب على المواطنين و اقتناصهم و توريطهم و استهبالهم و دفعهم دفعا ليكونوا خصوما لدولتهم و وطنهم و ليصبحوا مستوطنين لا مواطنين فهنا تقع الكارثة التي لا بد أن تودي بالوطن كله لا سمح الله .
حينما يأتمن جلالة الملك مسئولين كبارا ليقوموا بخدمة المواطنين و يتغول المسئولون و يصبحون مراكز قوى و نفوذ ، ديناصورات لا يقدر عليهم إلا الله وحده و يجد الموطن نفسه أسيرا لهذه المراكز ، و تضيق به الأرض فلا يجد مفرا من الدولة إلا إلى الله ، هنا تصبح الدولة الرحيمة دولة عميقة ، و العمق ليس محمود دائما ، و المواطن أغلى ما نملك أو هكذا يجب أن يكون ، لكن بعض المسئولين و المدراء عندهم شعار الجباية أغلى ما نملك بغض النظر حلالا أم حراما ، على حق أم على باطل ، لا بأس مادام يستطيع المدير أو المديرة أن يبتسم أخر النهار و هو يرى انجازه العظيم بغض النظر عن البعد الأخلاقي للعمل العام الذي يجب أن يأخذ في حسابه مصلحة المواطن قبل مصلحة الدولة فما انهارت دول إلا بظلم و أهلها ينظرون.
مؤسسة الضمان الاجتماعي التي يجب أن تكون واحدة من أعمدة النظام و العدل و الشفافية ، و أن يتحلى المسئولون فيها بأقصى درجات العدالة و الصلاح ، ليست كذلك و حينما يتجبر مدير عام الضمان الاجتماعي بالمواطنين فتلك مصيبة أما حينما يستهبل المواطنين و يكذب عليهم فتصبح المصيبة أعظم ، و حينما يضطر المواطن إلى الإذعان إلى كل طلبات المدير ثم بعد الإذعان المذل ينقلب المدير على عقبيه و ينقض ما قاله فتلك قضية تحتاج إلى قراءة مستفيضة ، و حينما تدفع مؤسسة الضمان و مديرها المواطنين إلى الرذيلة ، رذيلة الذل و القبول بما يملونه عليه و ليس هناك أكبر من هذه الرذيلة التي لا أريد أن أقارفها فإن الوطن كله يصبح لا شيء في نظر المواطن.
هل هذا ما تريده عطوفة المدير العام للضمان الاجتماعي منا نحن الفقراء المواطنين هل يجوز لمؤسسة الضمان الاجتماعي أن تتقاضى فوائد على مستحقات ( غير مستحقة ) فوائد ربوية بمقدار 350% ، نعم 350% و الحسابة بتحسب ، هل يجوز لمؤسسة الضمان الاجتماعي في القانون أن تحجز على أراض و عقارات و حسابات في البنوك بقيمة مليون دينار أردني بالتمام و الكمال مقابل أربعة آلاف دينار و تدمر المواطن و تضعه على حافة الإفلاس بحجزها هذا ، هذا ما فعلته مؤسسة الضمان ( و بالوثائق و الأرقام ) .
هل يجوز لعطوفة مدير عام الضمان السيدة الروابدة أن تقترح تسوية على مواطن و أمام مدير آخر من مدراء دوائر المؤسسة على أن يدفع جزءا من المبلغ المستحق ( ظلما ) و ترفع عنه الحجز و حينما يستدين المبلغ و يدفعه تدير له ظهرها و تخلف في الوعد و تغير في القول و تنقض العهد و يقف المواطن مشدوها ، هل هذه هي الدولة ، هل هذا هو النظام الذي نحميه برموش عيوننا ، هل هذا هو الوطن الذي مات إباؤنا فداء له ، هل هذا هو الأردن .
لا أريد أن أخوض في تفاصيل كثيرة عن الضمان و قصصه ، فليس هذا وقته ، و لا أريد أن (أشخصن ) المسألة رغم أن ذلك من حقي ، أريد أن أترفع عن أي مظنة و أي سوء و أن أدافع عن حقي قبل أن أدافع عن حقوق الآخرين لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس فكيف بالساكت عن حقه هو ، لقد خسّرتني عطوفة مدير الضمان خسائر كبيرة و ألحقت أذى كبيرا بي و بأولادي و عائلتي و هي تتجبر و تتكبر و كأن مؤسسة الضمان ملك شخصي و ليس ملكا عاما.
أرسل هذه الرسالة إلى مقامكم السامي لأنني أعرف ألا أحد سينصفني في هذا المقام غيركم ، و لأنني أعلم أنكم لا تقبلون أن يظلم الناس في الوطن ، و الهاشميون فرسان في الميدان و فرسان في الحق ، و إن الله ليزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن و أنتم السلطان أعزكم الله.