لا نبالغ اذا اضفنا الى صفات الادميّ ومنها الضاحك والمفكر صفة المُهاجر، فهو كان على امتداد تاريخه يحلم بمكان آخر، وهناك شعوب كانت بوصلة هجراتها الماء والكلأ ومنها نحن العرب .
خطرت ببالي هذه التداعيات وانا اقرأ عن الظمأ القادم او ما يسمى حروب النفط الابيض، واعترف ان اصابعي ارتعشت قليلا وانا افتح حنفية الحمام، فالارقام التي نشرت تثبر الهلع، ومنها ان العرب الذين يشكل تعدادهم الديموغرافي خمسة في المئة من سكان هذا الكوكب ويشغلون عشرة في المئة من مساحته لديهم فقط واحد في المئة من مصادر المياه ونصيب الفرد منهم في العام اقل من الف متر مكعب، واكثر من نصف الدول العربية سيواجه مشكلة بالغة الجدية خلال العقدين القادمين، فالظمأ قادم في الطريق؛ لأن البشر يبددون ما لديهم من مخزون الماء بسفاهة ويتحالف ذلك مع شح الامطار والجفاف المتعاظم بمرور الاعوام . فهل ستكون الهجرات القادمة بحثا عن الكلأ والماء مرة اخرى ام ان حروب النفط الابيض ستصبح سيدة الحروب كلها ؟ ومن يتحدثون عن احتلال فلسطين نادرا ما يتذكرون السطو على الماء، فاسرائيل تتحكم بأربعة اخماس الماء في فلسطين والخمس الاخير في خطر !
فما الذي اعده العرب لتلك الاعوام العجاف؟ وهل لديهم من فائض الوقت اثناء حروبهم البينيّة على طريقة داحس والغبراء ما يكفي للتفكير دقيقة واحدة بأيام الظمأ؟
ولسوء حظ العرب ان منابع اهم انهارهم تقع خارج حدود اوطانهم وهي عُرضة للمصادرة والسدود ولهم تجارب مريرة على هذا الصعيد!
لم ابالغ حين قلت ان اصابعي ارتعشت وانا افتح حنفية الحمام، وتخيلت احفادي او احفاد احفادي وهم يبكون على قطرة ماء او يلهثون وراء السراب !!!
الدستور