نحن أكثر شعب متقارب من حيث الذوق والمزاج وطريقة الاختيار و»تركيبة الكيف»..تشتري قميصاً على سبيل المثال تلاحظ أن نصف الموجودين في العرس يرتدون نفس القميص و»أخت» الربطة حتى يهيأ لك أن العرس لأحد شباب «اليوني فورم» وليس لابن أخت المدام..تصاميم البيوت كذلك متقاربة وتبدأ بهذه المتوالية: بوابة ،معرش عنب ،خمس درجات ،مغسلة خارجية،مضافة..
اذهب الى أي محمص وراقب كيف نختار مذاق القهوة لتكتشف ان معظم الزبائن يفضلونها «ثلثين بثلث»، حتى لو قلت لشاب المحمص نص بنصّ..فإنه لن يستجيب لك بسهولة.. ويصرّ على الــ»ثلثين بثلث» أطعم وأركز وكل «الشيوخ» والناسّ الشرّيبة يفضّلونها ثلثين بثلث فتقتنع على مضض..
**
على سيرة الثلثين بثلث فقد بيّن البنك الدولي أن «ثلث الأردنيين» عرضه للفقر خلال سنة..معتقداً–من أعدّ التقرير–أن هذا الخبر سيكون مفزعاً للحكومة وستقوم بوضع خطة طوارئ اقتصادية وتزيد من فرص التشغيل والتنمية في المناطق النائية ومضاعفة المعونة الوطنية للطبقة الفقيرة، وهو لا يدري أن الحكومة هي الأخرى شاربة «ثلثين بثلث» ولا تدري عن العرب شرّقت ولا يهمّها كذلك ان احترق الثلث أو تحمّص على نار الجوع..
يُفهم من التقرير عندما قال: أن ثلث الأردنيين عرضة للفقر خلال سنة..أن ثلثي الأردنيين ما شاء الله يقضون اجازاتهم في جزر المالديف ، و»يعنعنون» فوق يخوتهم في الهاواي ، وينصبون أراجيلهم في «جنوة»..اذا كان الثلث معرّض للفقر فإن الثلثين زمان فرشوا «وحطوا مخدات وتبطّحوا « على خط الفقر..
الأردن مثل «قالب الجاتوه» هناك طبقة «كريمة» لا تتعدّى سماكتها «10%» من رؤوس الأموال المزيّنين بفراولة المناصب وأناناس السلطة وشرائح الثراء..وكل ما تحت هذه الطبقة «نفس الطعمة» لا يختلف الثلث الأول عن الثلث الأخير بشيء..
**
رئيس الحكومة هاني الملقي أكدّ قبل أيام: أن المواطن سيلمس نتائج اقتصادية ايجابية بعد تسعة شهور، وصندوق النقد الدولي يقول: بعد سنة «ثلث» الأردنيين سيكونون عرضة على خط الفقر..
حطوا «زيتات» (......) على طحينات «البنك (.......)»..بيطلع «تشعاتشيل»!..
الراي