محافظة: هناك قوى وظيفتها تهميش الرموز الوطنية والاساءة لها
28-08-2017 10:26 AM
عمون- أجمع متحدثون في ندوة "الرموز الوطنية ودورها في صيانة التماسك الاجتماعي" التي دعت اليها جماعة عمان لحوارات المستقبل أمس الأحد، في عمان، على أن الوحدة الوطنية، وتماسك الجبهة الداخلية هما الضمانة الأكيدة لتعزيز الأمن والاستقرار، والوقوف في وجه الأطماع الخارجية.
وأكد المتحدثون في الندوة التي ادارها رئيس الجماعة بلال التل، أن الهوية الوطنية هي الأمر الجامع بين مختلف مكونات المجتمع، معتبرين تخليد الرموز الوطنية بالكتابة والتأريخ ضرورة أخلاقية لإنصافهم، واتخاذهم قدوة، لاتباع خطواتهم .
وقال المؤرخ الدكتور علي محافظة "اننا نحتاج للرموز الوطنية كونها تشكل العمود الفقري للبلد، ويلتف حولها الناس"، مؤكدا أن اعادة الرموز الوطنية بالكتابة عنهم والاعتراف بدورهم في بناء الوطن وعدم تجاهل مواقفهم الوطنية، وتوثيقها واجب على الاعلام والادباء والكتاب.
واكد أن رمزية الرجال تصنعها اعمالهم، لافتا الى ان الحالة الاردنية الفلسطينية افرزت تاريخيا رموزا وطنية، لم يحظوا بالأجماع أو يأخذوا حقهم اعلاميا.
وعزا ضمور الحالة الوطنية وعدم قدرتها على انتاج رموز، إلى تقصير الاعلام في تسليط الضوء على اعمالهم، معتبرا ان ثمة قوى وظيفتها تهميش الرموز، والإساءة اليها في بعض الاحيان.
وقال محافظة ان تعاملنا مع القضية الفلسطينية يجب ان يكون جذريا واساسيا، وذلك لأن فلسطين هي جلدنا الذي لا نستطيع الانسلاخ عنه، مؤكدا ان العلاقة بين البلدين، متأصلة ومن الصعب التأثير عليها.
واضاف ان مستقبل الاردنيين والفلسطينيين مستقبل واحد وان القضية الفلسطينية قضيتنا ولا نقبل بغير ذلك، مؤكدا اننا بوحدتنا سنفوّت على اسرائيل تحقيق اطماعها في ارضنا واحتلالنا واذلالنا .
من جهته قال رئيس مجلس امناء جامعة الشرق الاوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين، ان الأردن دولة عميقة ومتجذرة تحوي رموزا، يعملون في الظل رغم اسهامهم في بناء الدولة الاردنية التي صمدت تاريخيا في وجه الظروف والمؤامرات وليس الربيع العربي فحسب، مضيفا انه لا يمكن انكار الدور الذي يقوم به رجالات الدولة العميقة.
من جهتها عزت الكاتبة هدى أبوغنيمة اضمحلال الرموز الوطنية لعدم توفر اي مشروع حضاري متكامل، لافتة الى الحاجة لجهود مشتركة في ظل تحديات العولمة، لا سيما ان الفرد لا يمكنه فعل شيء لوحده.
وقال النائب السابق الدكتور محمد ابو هديب إن تغييب الرموز الوطنية هو من قبيل النفاق السياسي، منتقدا من تصدوا لكتابة التاريخ حين اغفلوا الكتابة عن الرموز الوطنية الاردنية، ممن سجلوا السبق في بناء الدولة الاردنية.
وقال الوزير الاسبق نايف حميدي الفايز، إن هناك أهدافا شخصية كامنة خلف تغييب الكتابة عن الرموز الوطنية، رغم انها جزء من الهوية الوطنية، لافتا الى ان حالة الاجماع ما بين الشعب والنظام السياسي جعلتنا نعبر المخاطر التي رافقت الربيع العربي بكل حكمة وحنكة، وان تميز الاردن كحالة التحام بين الشعب والقيادة شكّل حالة عربية فريدة تحتاج الى دراسة.
بدورها قالت النائب الاسبق الدكتورة أدب السعود ان وسائل التواصل الاجتماعي قد خلطت المفاهيم، ومنحت البعض الرمزية غير المستحقة، الامر الذي اعتبرته بحثا عن المصالح بعيدا عن المبادئ.
وقال الكاتب والاديب مفلح العدوان ان تشويه الرموز سمة مشتركة بين جميع الدول ولا يقتصر على الأردن، لافتا الى مسؤوليتنا في ايجاد تلك الشخصية الرمزية ان لم تكن موجودة اصلا.
وكان رئيس جماعة عمان لحوارات المستقبل بلال التل دعا الى تحكيم صوت العقل الذي يعيد الناس الى رشدهم ويقودهم للالتزام بالقانون، مؤكدا ان الرموز الوطنية في المجالات كافة تشكل منارة اساسية من المنارات التي تضيء دروب الشعوب والمجتمعات. (بترا)