ماذا عن الأردني من "أصول أردنية " ؟!
د. وليد خالد ابو دلبوح
28-08-2017 01:37 AM
عطاء مستشفى الطفيلة أخطر من دحلان بكثير ؟!
المؤامرة الخارجية كانت أم الداخلية لزرع الفته بغض النظرعن أصولها ومنبتها, تبقى في المحصلة معروفة ومشاهدة وملموسة نعرف أقزامها ومصادرها عز المعرفة, والعدو هنا ظاهر وليس مبطن، فلا يجب الخوف منها اذ يسهل تتبعها ومحاصرتها ان لزم الأمر ووأدها في الوقت المناسب وبأسهل الطرق ان أردنا ذلك! فالعدو هنا معروف والزمرة المارقة مكشوفة, والتي لا تمثل الا نفسها وعليه لا تخيف ولا تسمن ولا تغني من جوع . للأسف أصبحت هذه المسرحية المكررة اداة هامة لتلهينا عن الأخطار الحقيقية الحادقة بنا اذ انها تظهر فجأة وتختفي فجأة, يستثمرها الكثيرون لاستعراض بطولاتهم الوطنية وكأنهم ينتظرونها على أحر من الجمر!
في المقابل ما يجب أن يخيفنا بالفعل هو العدو "الباطني" من أبناء جلدتنا, العدو الذي نعرفة ولكننا نجبن ونخاف مواجهته لأنه منا وفينا ولأننا أيضا أصبحنا نعتاش من أعطيات سارقينا رجال "الصفقة والعقد" رجال المافيا عندنا, فالعدو الحقيقي هو ابن جلدتنا الذي يعرف رقصتنا ويدبك أفضل منا ويأكل العطاءات ويدمر الكفاءات.... ويجيد أكل المنسف أفضل منا بمرات ويسرق السرقات ويقتل الشباب... ويحسن عقد كشرته أفضل منا بكثير ويبرم الصفقات على حساب الوطن وشبابة ومقدراته. هذا العدو يصعب تتبعه ومحاصرته لأنه يستطيع أن يزاود علينا محبته للوطن ويشتري شعبيته من الغلابى بأرخص الاثمان.
كفانا استنساخ أدوار وبطولات!
كفانا أن ننجذب وراء الصراخ والحماس المبالغ بها وننسى أو نتناسى خطر أبناء جلدتنا على الوطن .. الاردنيون من "أصول أردنية". عندما نحسن التعامل مع الوطن وشبابة ومصادرة ,معاملة ومصانعه, لا تستطيع اي قوة في الارض أن تنال منا. اذ أن استقرارنا كان وما زال قائم على ركنين اساسيين: الهاشميون وتماسك جبهتنا الداخلية, وخوفنا الحقيقي على الاخيرة اذ أن خنجرها بات من صنع ايدينا لا من صنع يد خارجية!
الكل يعلم بأنه لا يستطيع دحلان ولا أشباه دحلان مهما بلغوا أن يبدلوا أو يغيروا قيد أنملة من خارطتنا الداخلية أو الخارجية, ومن نقول لا داعي لاستعراض البطولات اذ انها أنستنا قضايا وملفات وطنية جديرة لاستعراض غضبنا وحميتنا وغيرتنا عليها.
في نظري أن معرفة خبايا عطاءات مستشفى الطفيلة أو عطاءات الطرق على سبيل المثال أهم بكثير وأقل خطر بكثير من دحلان وأشباه دحلان. فالأخير لا يمكن ننبعه ولا محاسبنه وهو بين ظهرانينا أما الاخير فهو معلوم ومشاهد ومحصور وملموس. فأي رياء نحن فيه وأين جبن نعيشه, فقد حان الوقت أن ننتقض لاعلى أنفسنا لاجل وطننا ومستقبل أجيالة .. وهنا تكمن البطولة الحقيقية ... وميدان الوطن كبير يا حميدان!
في الوقت الذي أصبح فيه الاردني يعيش في زمن وطن القبيلة لا قبيلة الوطن, وفي الوطن الذي أصبح فيه "للخلايلة" وزيرا للداخلية يتركوا لوحدهم ليدفاعوا عن انفسهم وكأنهم في جزيرة معزولة وللحويطات وزيرا للخارجية يشقون طريق حريتهم في اوطانهم, وفي الوقت الذي اصبح فيه قوة الدرك الوحيد والملاذ الاول والأخير لدى الحكومة لسياسة الحلول ولفض جل النزاعات والمشاكل الداخلية بشتى أشكالها وألوانها المتعددة, الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية, يحتم علينا أن نتسائل الى أين هؤلاء ذاهبون بالوطن لا الوطن ذاهب بنا وبهم! وطننا غالي جدا علينا ويستحق أكثر بكثير من أن يدار من منتفعين ورجال مافيا يقتنصون الفرص تلو الفرص ويعتاشون على المسرحيات لاعادة شحن "شعبيتهم" ولالهاء الشعب بنفسه!
الخاتمة:
لا يسعنا هنا الا الدعاء وأن نردد " اللهم اكفنا شر أصحابنا "وأبناء جلدتنا" وأما أعدائنا فنحن كفيل بهم".
Dr_waleedd@yahoo.com