في الوقت الذي يقتل رقيب بالأمن العام بدم بارد وبالرصاص بلا خجل في وضح النهار في معان ، ومن قبل مطلوب طليق متحديا كل هيبة الدولة ، وفي الزرقاء زعران وسرسرية يحكمون الأحياء ، ويقتلون شقيقا دافع عن عرض شقيقته ، ويلوذ بالفرار أمام الناس والشرطة تعرفه ، وفي نفس الوقت تغيب الحكومة ويختفي المسؤولون عن الكلام وعن تهدئة خواطر الناس التي تغلي ، فماذا ستقول ...!
عندما تصبح مادة ٣٠٨ أهم من وجع الناس ، ويصبح الدفاع عنها أهم من الدفاع عن أرزاق الغلابا الذين اضطهدهم الفقر والعوز والفساد، ويصبح الاقتصاد الحكومي ورجاله محصورا بالاستثمار بالجباية ، وحلب الناس ، والإبداع في أساليب مخالفة السيارات حتى لو كنت على مائدة فطورك ، عندما تتعامل الحكومة مع رعيتها بورقة "فاين" ، ويصبح جلدها غليظا لا يشعر ولا يحس ، وتسد آذانها بالعجين ، وعندما تصبح التشيك أقرب من زيارة معان والزرقاء وجديتا ....!!
لم يعد غير الله يسمع شكوى الناس ، والناس في ضيق ، العيد يقترب وافتتاح المدارس على الأبواب ، وحكومة تسلمنا للتجار والمحتكرين يغتصبوننا وهي تسمع أنينا وراء الباب وتعزف على الغيتار ، لتقول لنا أن الموسيقى غذاء الروح ، وأن أكل الهواء نعمة لا تقدروها للآن ...!
إذلال للمواطن في مراجعاته للدوائر الحكومية ، وبهدلة في ركوب المواصلات والنقل العام ، وحديث عن حكومة إلكترونية لا يشبع ولا يغني من جوع .
نحب بلدنا ونفتخر بها ونحميها إن مسها يوما كائنا ما كان ، ولكن لنا عتب وغضب ، ولنا أيضا حقوق في رقاب كل مسؤول ندفع نحن من ظهورنا راتبه ، ولكل من اعتلى سيارة نمرة حمراء ملأها من دمنا ، حقوق لا نسامح بها من حارس المدرسة حتى رئيس الوزراء ، لا تحركوا الجمر ولا تنفخوا عليه فإن فيه نارا نائمة تنتظر الاشتعال ....!!