عارضة الأزياء الإيطالية «نينا مورس» التي قضت 48 ساعة فقط في الأردن قالت: ( أحسست بأني مجرّد صرّاف آلي) بسبب غلاء الأسعار الذي تفاجأت به بالإضافة إلى الاستغلال و»الملط» الشغّال على «ودنه» خلال السويعات القليلة التي قضتها هنا...طيب ماذا نقول نحن الذين نقيم ونعيش ونواطن في هذا البلد الأمين منذ الأزل ؟؟ هل سألت «نينا» نفسها كيف يعيش الشعب المسكين ويتدبر أموره في ظل هذا الغلاء...هل سألت «الحكومة تيتا» كيف يعيش المواطن الأردني المستور في ظل هذا الغلاء المسعور..
«نينا» تمشي «شوطين على الستيج» وهي تعرض الأزياء «المزلّطة» وتكسب ألآلاف المؤلفة وقد أحسّت بالغلاء ،ماذا يقول الموظف الأردني الذي «يسمّط» ذهاباً واياباً الى الداوم طوال شهر كامل في الحرّ حتى يوفّر أجرة الباص وهو يرتدي قميصه وربطة عنقه وبعد ثلاثين يوماً من العمل المتواصل بالكاد يعطس له الصراف الآلي 450ديناراً (هظول قد جاجتين ونص من جاجات نينا)...
«نينا» العارضة المشهورة «الزنقيلة» ابنة ايطاليا ،هربت بليل ما فيه ضوء قمر عندما أحسّت أن الوضع مبالغ فيه من حيث ارتفاع تكاليف المعيشة، فكيف للإنسان العادي الذي يترقب 27 الشهر بشق الأنفس..الم تلاحظ «نينا» أن نصف الشعب الأردني يعاني من التجاعيد وسقوط الأسنان و»هرهرة البودي» و التدخين الصامت؟..إنهم يحسّون كل يوم ما تحسّين به يا عزيزتي لكنهم لا يجرؤون أن يكتبوا ما كتبته على الفيسبوك ، باختصار لأن ليس لديهم «ايطاليا» ليهربوا اليها من حرّ الغلاء ..
**
قبل أسبوعين قام مطعم سياحي باحتساب 60 ديناراً ثمن بطيخة على فاتورة وفد سياحي ،وقبل يومين احتسب الفندق الدجاجة بــ»200»دينار للحسناء الايطالية ..بغض النظر عن صدق العارضة حول الرقم المذكور لكن بالفعل هناك جنون أسعار..ولا يوجد رقيب أو حسيب على المطاعم والمقاهي السياحية ..شخصياً قد أكلت أكثر من مقلب في حياتي ولا زلت أتعاطى المهدئات من يومها ، كان آخرها عندما دعوت صديق لي على وجبة غداء في مطعم مشهور بعمان، صحن مشاوي صغير وأرجيلة واحدة وإبريق شاي كانت الفاتورة 95 ديناراً ..ثم قمت جائعاً وعندما وصلت البيت «لفّيت سندويشة زعتر» حتى أكمل غدائي الناقص..95 ديناراً لشخصين فقط..يومها ابتلعت «سفطة بنادول نايت» حتى أتمكّن من النوم في تلك الليلة الليلاء بسبب «الفاتورة»..
**
على الحكومة أخذ ردود أفعال السياح العرب والأجانب على محمل الجد، عمّان مقارنة بباقي مدن العالم لا تطاق، هناك هوّة كبيرة بين المبالغ المدفوعة و الخدمة المقدّمة ..انزلوا إلى مقاهي عمان وراقبوا الطاولات هناك ، أقل فاتورة 30 دينارًا ثمن مشاريب فقط...!!
لا ألوم العارضة الايطالية على كلامها...لا بل أعتذر لها وأقول .. «نينا» وحقك علينا..وإذا رأيتِ الشعب «مزلّط» زيك لا تفكرينا «عارضين أزياء زي حكايتك»..بيكونوا «مزّطونا» كل شيء..ظل «الدتشّة»* بس!.
وغطيني «يا نينا مورس» بخلقة شبّاح..
«الدتشة»: دتش..يدتش..دتشاً..وهي «مطّاط السروال»..والله أعلم.
الرأي