قراءة في ديوان بل يشبهني لباسم الصروان
علي القيسي
26-08-2017 11:39 PM
عنوان ديوان الشعر يدلل عن أن الشاعر الصروان اختار هذا العنوان بل يشبهني ليس من فراغ وانما انعكاس للحالة الذاتية للشاعر فهو يكتب حالته شعرا حديثا، تعلقه بشخصه واعتزازه بها وكأنه ينظر الى المرآة يرى صورته في( بل) يشبهني وبل، في اللغة تؤكد الحالة وتثبتها وتستدرك الصواب.
يقول:
أمام المرآة أراني
شخصي الأول والثاني
شكلي وجهي أصبح مألوفا
يشبهني بل يشبهني
وأيضا الأم لها دور في شعره وحضور وهو يربط الأم بالأرض والوطن ، معظم قصائده تتغنى بالأم حنانا وعاطفة والتصاقا بها يقول:
حنانك ملاء الدنيا وزاد
عطفك دفء وماء وزاد
أنت شمس مشرقة
ويحلق بنا الشاعر الصروان في فضاءات على اجنحة الخيال، مستخدما صورا شاعرية رائعة ولغة جميلة سهلة بعيدة عن الاغلاق والتقعير والغموض، ثمة موسيقا وقافية في قصائدة وايقاع ساحر نابض مع القصيدة :
خبيئني في الظلال
بين الغيوم خلف الجبال
اقرئيني قصيدة اقرئيني مقال
أما افعال المضارعة فهي تتكرر في هذا الديوان يدل ذلك على كتابته القصيدة وكأنها موجهة لاستلهام الحاضر والواقع الماثل والسائد ،فالشاعر لا يكتب عن الماضي او المستقبل فهو ابن اللحظة.
على ناصية الطريق
اراقب خطواتهم
شقاءهم وأحلامهم
لا فرق بيني وبينهم
على ناصية الطريق
ابحث
لعلها بينهم
تدغدغ حرفي
تزلزل نبضي
تشتعل واشتعل
على ناصية الطريق
أجلس وحدي وأنتظر
ثمة الجملة الشعرية تأتي في كثير من القصائد مثل سؤال وجواب او مبتدأ وخبر حيث الصورة القصصية الشعرية تبرز في كثير من القصائد وهي تقنية جميلة تزيد الحالة النفسية بهجة وسرور ومتابعة في تشويق ،
حضرت والعشاق نيام
حضرت في ليلة التمام
ابتسم القمر
زاد الهيام هيام
وايضا
في حينا شيخ
في حينا راهب
محمد وحبيب
في حينا مسجد
في حينا دير
والملاحظ في هذه النصوص الشعرية فكرة جميلة نحن بحاجة لها هذه الايام وهي التسامح مع الاديان وحوار سلام بين الاديان والمجتمعات العربية من اجل الوطن ومنعته ومنظومة التعايش بين المواطنين في الوطن الواحد،
في الختام هذا الديوان بل يشبهني من الشعر السهل الممتنع صاغ عباراته وجمله الشعرية باسم الصروان بنفس عاطفي وجداني شاعري راقي ،يجعل المتلقي يقرأ هذا الديوان بمحبة ومتابعة وشغف، اتمنى لباسم دوام التوفيق والنجاح في اصدارات قادمة.