ثلج على الأبواب. والروح تورق، في ''نخيل المهد''. والحزن يحصدُ، في الضحى، قمحَ النخيل.
يا أيها السرُّ، الذي ''افتضحا..''، حاذر. ويا زائري في الضحى، مهلا. فالثلج، و''سنا العيدين'' يزرع دربنا فرحاً. و''الله، في فرحٍ، يعانقنا''، ليلاً. والناسُ، من جوعٍ، ومن ظلمٍ، في الأرض الحزينة، بلا بَعدٍ، ولا أملٍ، في عيشه صبحاً.
في قاعة ''بهيجة بالنور وحده. جاء رجل، يحمل وجهه سيماءَ آثار عواطف كثيرة، اخضعتها ارادة جبارة. وسمعه احدهم يقول:.
- ''إخشَ من لا تستطيع أن تحبهم..''.
فردت عليه امرأة عابرة، سمعت كلامه من نافذة خفيضة:.
- ''عاقب عقلك يا رجل. وتعلّم كيف تبكي على جروح الآلهة..''.
فبكى ومشى. ومن خشيةٍ، سار النخيلُ، برفقة الزيتون، نحو ركابه، ومشى. وفي الارض الحزينة، حمل الرعاةُ حقولهم، وبيوتهم، ومشوا، نحو الجروح.
وفي ''بيوت الآلهة''، صار عذق النخيل بلحاً، ليأكل الناس. وصار حصاد القمح، على ''دروب الآلام'' بيادرَ، تتكدس في ''الخانات'' وبلا صوامع.
فهلَّ الضحى ميلاداً، على قرى المظلومين. فتهاوت الأسماء، نحو البحر، تداوي جروح آلهة سكنت هناك:.
جبيل، رأس شكّا، ناقورة، ناصرة، عكا، حيفا، يافا، اسدود، عسقلان..!؟.
وجاء الثلج يغمرنا. فضجّت المدن الحبيسة. واندلع الغناء شجاً يهاجرُ:.
''يا هموم الحب، يا قُبلُ..''. واغتسلت، بالشوق، البحارُ. وانسابت الاحزانُ، عرقاً، لفلاحين، يزرعون رمل البحر، لوزاً. ثم يتركونه سبيلا، لعابري سبيل. ومن دون ان تصفو، لهؤلاء، ازمانهم، تعود اليهم الاحزان. كـ''الريحِ تشتعلُ''.
وفي الشجى، الذي يعبر رمل الساحل الغربي، كأنه نشيج من ''الجميّز..''، يمشي نحو البحر. هناك، وآنذاك، وفي ضحانا، تخطف الشجى ''حلوةٌ جُنتَ بها السُبلُ''، وتسأل:.
- ''أيدوم الحبُّ..؟''.
فتجيش الارض بشجاها، ونخيل المهد يحمل ما تعب، من زيتونه، الى حضن جميزة ثكلى. فيبكي البحرُ. ''ويظلُ الروض مبتسماً''. ويبكي الرملُ. و''يطول البوحُ والخجلُ''.
اما القادمون من بعيد، على زوارق، كأنها زيف جفون ناعسة، فلا احد، منهم، يعلمُ. وغدُ الناس، في الارض الحزينة، ''كلَّ يومٍ بات يُرتجلُ''..!.
ثلجٌ على الارواح. ''والعيدُ'' يحمله بَرْدُ صراخه: ألا وضَمني وهجُ الصحراء''..؟!.
فتلهث الجموع، بلا صوت: ''هاتِ لي عمري، فأجعله..''. ويردد البحر، هناك، بهدير مكتوم، ليجعل تلك الاعمار ''طائراً في الارض ينتقلُ''. وبين صمت الجموع، وصدى هدير البحر، الأخرس، يعصف الثلجُ. والسماءُ تهبط، ببطء، نحو المحرومين، وتُصْعِدُ تراتيلها: ''انا يوم العيدِ أغنيةٌ، تأخذ الدنيا وترتحلُ''..!؟.
وحده، الحرمان، يصعدُ.. ''كالحبِّ، طاب الحبُّ، ذات ضحى''.
اما انت، فدونك ما تيسر، من شجن. فبالشجى تعصف الاصوات، بما تبقى من ضمائر. ليس من اجل صحوها. بل املاً، ورجاءً، للحظة فرح. فهذا الضحى غرقٌ، لمدينة الجميز، في بحرنا..!؟.
FAFIEH@YAHOO.COM
الراي