أحن الى وطن جميل يتساوى فيه الجميع وله هوية واحدة ، هوية الوطنية لا المواطنة ، هوية التراب لا رقم الحساب ، هوية الوفاء والولاء للوطن والقيادة لا هوية منابر الغرباء ، احن الى وطن فيه حكومة للجميع لا تعرف المحاصصة ولا الاعراق ولا الشللية ولا ندماء المساء ، حكومة تجمع بين الوعي والكفاءة وسعة الافق والسياسة ، حكومة ليس فيها عاجز او متخاذل او فاسد او جاهل او جبان ، حكومة تفكر للوطن ولا تكون عبئاً عليه ، حكومة تعرف معنى الشهادة وحماية الوطن والثغور وتقدر العيون الساهرة ولا تخذل ابناء الخبز والشاي ، حكومة تعرف اوجاع القويرة وصنفحة وام الغزلان وخشيبة ومحنا وام رمانة والفرذخ وتل رماح كما تعرف تطلعات دابوق وبوليفارد العبدلي .
أحن الى وطن تطبق فيه سيادة القانون ، ويعطي فيه القضاء كلمة الفصل دون تدخل او تأثير ، وتكون فيه المساءلة دون قيد او حصانة او تحصين ، وطن يكون فيه الكسب غير المشروع جريمة لا تغتفر بحق الوطن ، ويكون فيه اشهار الذمة للكافة متطلب لا مطلب ، ويصبح فيه التواطؤ او الاهمال بنزاهة العطاءات العامة جريمة اقتصادية تمس امن الدولة في صميمها ، وتضحي فيه الرشوة في القطاعين العام والخاص والتهرب الضريبي جرائم خطرة وجنايات تغلظ فيها العقوبة الى مستويات رادعة .
أحن الى وطن يكون فيه برلمان بمستوى طموحات الوطن والشعب ، برلمان نتظاهر ان حل قبل أوانه لا برلمان نحتفل برحيله ، برلمان فيه كتل وبرامج وتطلعات سياسية واجتماعية ، برلمان يراقب اعمال الحكومة ولا يستجديها ، برلمان فيه اطياف وفسيفساء سياسية واجتماعية ووطنية لا برلمان يمثل عائلات ومناطق واعراق وطوائف ، برلمان يخرج فيه الهنود الحمر من ضيق القبيلة الى افق الوطنية الرحب ، وتلغى فيه المحاصصة العرقية التي اربكت وانهكت الوطن ، برلمان يشرع بحكمة وحصافة ووعي لا برلمان لا يتقن الا الصراخ تارة والانبطاح تارة اخرى .
أحن الى وطن تكون فيه احزاب وطنية يكون فيه الانتماء لتراب الوطن المقدس والولاء للقيادة الثابت الاول الذي نتجاوز فيه النقاش ، وبعدها تتنافس البرامج دون اقصاء او انحياز ، ويصبح فيه الانتماء الحزبي احساسا وطنيا لا جريمة تقذف بصاحبها في مرامي البطالة والاقصاء ، احزاب لا تخلط بين العمل السياسي والعمل النقابي والطلابي ، احزاب تكون للوطن لا عليه وتكون الحكومة معها شريكاً لا رقيباً ، فالرقابة للقضاء وحده ان حل بالأمر شأن .
أحن الى وطن يكون عنوان التعليم الوطنية والديمقراطية والتسامح والابداع ، مناهج تخلو من الغلو او تجاوز قيم المجتمع والدين ، وبأساليب الحداثة لا التخوين او الغلو في التوصيف والتوظيف ، وطن لا تباع فيه رسائل الماجستير والدكتوراه على ابواب الجامعات ، ولا يقيم فيه أداء الطالب الجامعي بالجنس او اللون او مسقط الرأس ، وطن تصبح الثقافة جزء من هوية الوطن ويصبح فيه الحلم الاردني الجميل عنوان كرامة لكل الاردنيين .
أحن الى وطن لا يعتبر الاستثمار فيه افكار على ورق تناقش في المنتديات والاجتماعات دون ادنى حرص ، ويترك الاستثمار وليد الصدف او الشراكة القسرية دون وازع او ضمير ، ولا نكون اسرى سياسات عدمية او خطط لحظية لا تسمن ولا تعني من جوع ، وطن لا يحمد فيه موظف او مسؤول بما لا يقعل ولا يدعي بما لم يحدث ، وطن نقي معطاء كما هو ولا نرمي به حجر .
أحن الى وطن فيه فريق وزاري متجانس متكامل معطاء يفكرون بحجم الوطن ويقررون بمستوى تطلعات ابنائه ، اذا ذكروا امام النخب صمتوا واذا استعرضوا امام الشعب امتنوا ، وطن فيه رجال أدارة يتعففون عن الفساد والظلم والمحسوبية ويتذكرون انهم مسؤولون عن شعب طيب طاهر ، يصبر على الجوع بالعدل ويحتمل القسوة بالإنصاف والمساواة .
أحن الى وطن نستعيد فيه ذواتنا التي لم تعد كما كانت بالأمس القريب .... !