كريشان: الاصلاح لا يأتي دفعة واحدة
كريشان يتحدث للزميل عبدالعزيز الكيلاني
26-08-2017 04:37 AM
عمون - أكد العين والوزير السابق توفيق كريشان بأن "الأردن من أوائل الدول في العالم العربي والإسلامي التي بدأت في عملية الإصلاحات من خلال انتخابات المجالس التشريعية في عام ١٩٢٩. حيث كان هناك خمسة مجالس تشريعية إلى أن جرت أول انتخابات برلمانية في عام ١٩٤٧ و انتخابات نيابية. بعد الوحدة ما بين فلسطين والأردن في عام ١٩٥٠، أجريت انتخابات للضفتين (الغربية و الشرقية).
واضاف ان الإصلاحات بدأت من أيام الملك المؤسس ولكن الإصلاح لا يأتي دفعة واحدة. الإصلاح يكون تدريجياً. لقد وضع الملك طلال ثم الملك حسين دستوراً لا مثيل له في عالمنا العربي، وهو مأخوذ من دول أوربية كفرنسا وغيرها إلى أن تمت التعديلات الدستورية الأخيرة في عهد الملك عبدالله الثاني في عام ٢٠١١. وكان لي الشرف ان أكون نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للشؤون البرلمانية بعمليات التعديلات الدستورية التي أجرينا ٤٢ تعديلاً دستورياً عليها."
وأضاف في حوار أجراه معه (شرق وغرب): " إذا وضعتُ عنوانا للإصلاح، أضع العنوان التالي: جلالة الملك عبدالله هو الذي يريد الإصلاح وهو الذي يفرض الإصلاح وهو الذي يطلب من الناس ويطلب من المجلس التشريعي والسلطة التنفيذية القيام بعمليات الإصلاح في المستقبل."
وقال الباشا كريشان بأنه منذ الخمسينات والأردن يتعرض إلى مؤامرات وهزّات كبيرة والجميع يعرف أن السبب في صمود الأردن، هو أن هناك قيادة هاشمية شرعية لم تأت على ظهر دبابة أو نتيجة انقلابات معينة. هناك عقد تم توقيعه بين الهاشميين و بين الشعب الأردني. من مقومات هذا العقد الحقوق والواجبات بين الشعب والقيادة. بالإضافة إلى شرعية النظام، و شرعيته الدينية.
و أكد أن قضية فلسطين من أهم القضايا التي تشغل بال جلالة الملك كونها القضية المركزية بالنسبة للأمة العربية ويكفينا فخراً في الأردن قافلة الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة أرض فلسطين وفي مقدمة هؤلاء الشهداء الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين الذي سقط شهيدا وهو يهم لأداء الصلاة في المسجد الأقصى المبارك .إضافة لشهداء الجيش العربي الأردني الذين نالوا الشهادة وهم يدافعون عن فلسطين ومقدساتها، والذين ووروا الثرى في أرضها.
وتطرق في حديثه عن الهجرات فقال : " بصراحة هذه الهجرات أثّرت من جميع النواحي وكان لها تأثير في التربية والتعليم، كما كان لها تأثير بانتشار المخدرات، وفي تغيير نمط حياة وسلوك شبابنا. نحن تعلمنا من الآباء الاحترام والتقدير وأصبح الآن الشاب في الأردن يختلف اختلافاً كلياً نتيجة الهجرات الأخيرة، نتيجة الدمار العربي الذي لحق بنا. العراقيون جاؤوا ومعهم الأموال. أثّروا بنا وسنرى مدى تأثيرهم هذا مستقبلاً في عملية ارتفاع الأسعار الجنونية. سعر دنم الأرض كان بعمّان، بأحسن موقع، بمبلغ ٥٠ ألف دينار. اليوم أصبح بمليون ومئتي ألف دينار. تكاليف المعيشة زادت كثيرا نتيجة لهذه الهجرات. لقد أصبح الشاب عزوفاً عن الزواج وذلك يؤدي بدوره للانحراف. وهذا يؤدي لعنوسة الكثيرات. وإذا أجريت عملية إحصائية دقيقة بالأردن، تجد نسبة البنات أكثر من الأولاد. وفي نفس الوقت، تجد الفتاة عاطلة عن العمل وجالسة في البيت، وهذا نتيجة للهجرات أيضاً التي أثرت بشكل غير معقول. حتى الماء عندنا أصبح شحيحاً. ونحاول أن نتجاوز ذلك كله ولكن ضمن حد الكفاف."
وعن علاقات الأردن بالدول المجاورة، قال كريشان حيث يزور لندن: "علاقتنا مع الدول المجاورة علاقات متوازنة. لا نتدخل في شؤون الدول ولا نسمح للدول أن تتدخل في شؤوننا. علاقتنا مع الخليج علاقة جيدة وودية. لنا علاقات مع المملكة العربية السعودية ومع سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة ومع دولة الكويت بالإضافة إلى علاقتنا مع الشقيقة الكبرى مصر علاقة متوازنة مبنية على الاحترام المتبادل وعدم السماح بالتدخل بالشؤون الداخلية سواء منا أو منهم. ولا ننسى علاقاتنا الوثيقة مع دول المغرب العربي الشقيق."