وكأن ما يحدث " محلل " دوليا !
إخلاص القاضي
11-01-2009 02:13 PM
" تستخدم اسرائيل ضد المدنيين العزل في غزة اسلحة محرمة دوليا ..." حقيقة ضجت بها وسائل الاعلام واشبعتها " حرقا وتحليلا " ورغم خطورة مضامينها الا انها تثير السخرية والسخط في ان معا ..!
وكأن تمزيق اجساد اطفال غزة وبعثرة ملامح الانسانية فيها ومشروع الابادة المنظم وضرب المدارس " الملاجىء" وغيرها من اعمال وحشية تتلذذ بل تتفنن في تنفيذها الة الحرب الاسرائيلية .. وكان كل ذلك " محلل دوليا " .
وما معنى "اسلحة محرمة دوليا " اذا كانت النتيجة واحدة "موت بموت " يتخلله او يسبقه او يليه اختراق لجوف امهات بنية اجتثات " اجنة " ترى فيها اسرائيل مشاريع مستقبلية لبشر يحلمون " بوطن " .
وما معنى " محرمة دوليا " في ظل تشويه الخارطة البشرية لسكان غزة حتى اضحت رؤوس الاطفال التي تعتلي الركام والدمار وكانها " شواهد قبور " اختصرت ساعات الهدنة التي بالكاد " يكرم الميت فيها " بدفنه .
وما يثير المشاعر اكثر هو الانصراف الى موضوع الاسلحة " المحرمة " واشباعه تحليلا لا " يسمن ولا يغني من جوع " في ظل ضرب اسرائيل نداءات العالم لوقف عملياتها الارهابية بعرض الحائط ..اذ ان التركيز على " تلك الاسلحة " على حساب مشهد الابادة برمته كمن يترك علاج " من تعرض لحرق اتى على كل جسده " ويناقش امكانية اجراء عملية تجميل لانفه !!
ندرك خطورة تلك الاسلحة الكيميائية " الفوسفور الابيض " التي تؤدي الى نتائج مؤلمة وحروق كيماوية " والتي استخدمت كذلك في العراق ولبنان وافغانستان " .. ولم يقتصر الامر عليها بل ان اسرائيل تستخدم ايضا القنابل الحرارية الحارقة المسماة ب " الميكروويف " لان حرقها " كحرق فرن " يذيب اجزاء الجسم.. فيما تؤدي الاسلحة الفوسفورية " وهي اميريكية الصنع " الى نزيف داخلي وتهتك في اجزاء الجسم التي تحتوي على الهواء " الجيوب والرئتين والامعاء" والتي تكون معرضة بشكل خاص للانفجار كما انها تتلف الكبد والقلب والكليتين .
.. اسرائيل بالمناسبة تمارس غباء لا تدرك حجمه ولا تعرف " كم هي خاسرة " وهذا القول ليس للمزايدة او من قبيل " غوغائية التفكير " بل ان اسرائيل غبية لانها تحارب " فكرة " تعيش في اذهان من يرفضون الذل "
.. وحتى لو استمرت في مشروع الابادة .. ولم يبق من غزة " مخبر" سيظل هناك تحت الركام في زاوية بيت عتيق طفل " يتنفس حرية " لم ينس فكرة حقه في " وطن " !