الشعب اللي مالو حظ لا يتعب و لا يشقى
عدنان الروسان
24-08-2017 06:15 PM
مللنا من كثرة ما قلنا للحكومات " مش قلنالكو" ، هرمنا و نحن نحاول فهم سياسات بلدنا و لم نستطع بعد ، فكل شعوب العالم خارج هذه المنطقة المنكوبة سياسيا تفهم سياسات حكوماتها ، إلا نحن فلا نعرف هل الحكومة تعلم أم لا تعلم ، هل الحكومة تعرف أن الناس تأكل من الحاويات أم لا تعلم ، رغم أن المواطن الإربداوي بكل برود قال لدولة الرئيس " الناس بتوكل خ.. " ، زهقنا و نحن ننتظر شيئا ما أن يحدث ، قالوا أن الوضع سيتغير مع الصلح مع إسرائيل ، لم يتغير و صرنا ملطشة لإسرائيل قالوا إن الوضع سيتغير بعد أن ندخل مجلس التعاون الخليجي لأن السعودية الآمرة الناهية طلبت أن ندخل فلم ندخل و لم تستطع السعودية أن تفعل شيئا و سودت وجه حكومتنا آنذاك و ضاعت الدشاديش التي فصلها الأردنيون لأنهم حلموا ذات ليلة أن حصتهم من النفط على وشك العودة إليهم.
مللنا و نحن نتغنى بالبعد العربي و المواقف الأردنية المميزة ، و القضية الفلسطينية و حماية المقدسات في القدس الشريف و جعنا و نحن ننتظر أن يثمر كل ذلك عن شيء ، فلا العرب انتصروا و لا المواقف أثمرت ، و لا فلسطين رجعت و لا المقدسات استطعنا أن نحمي ، و بقينا جياعا محرومين ، و من ثم تنادي الحكومة بضرورة الصبر و شد الأحزمة على البطون ، لكن للصبر حدود و الناس لم يعد لديها أحزمة لتشدها فقد باعت الأحزمة و البنطلونات و باتت تتاجر بما هو تحت البنطلونات و أصحاب الشأن يعلمون ذلك ، بينما نخبة الوطن ، آه طبعا في نخبة ، الوزراء و المدراء و السفراء و الرؤساء و الهوامير و التجار و السمسارة و جماعات الكومسيون و تيارات الهتيفة و الرديفة و أساتذة المحفل المبجلين ، كل أولئك لا خوف عليهم و لا هم يحزنون ، لا يجوعون و لا يعطشون و لا يضحون ، و هم بالليل سكارى و بالنهار يلعبون ، و حينما تحتاج زوجاتهم أو عشيقاتهم أو أبنائهم أو بناتهم أو ما ملكت أيمانهم لشيء ، فإنهم غير ملومين إذا مدوا أيديهم إلى الخزائن و نحن نائمون ، و حتى لو استيقظنا فهم منا لا يخشون شيئا فلو استيقظنا و هم يسرقوننا فسنقوم بالهتاف لهم و ترديد الأهازيج الشعبية و نسائنا سيقمن بالزغاريد و الطبيخ للصوص الذين لولاهم ما كنا و لا كنتم.
ثم اليوم تمنع السعودية التلفزيون الأردني من تغطية مناسك الحج ، ياحسرتي على السعودية و الله بطلت تعرف كوعها من بوعها ، أي هو التلفزيون الأردني كاين قناة الجزيرة ، أو سي ان ان ، يا جماعة التلفزيون الأردني يسبح أولا بحمد الحكومة ليل نهار ثم بحمد السعودية الدولة الشقيقة الصديقة الرفيقة الحبيبة و التي تنقط بحلوقنا حتى لا نموت فموتنا يجعلها حديدة لإسرائيل و هي لا تريد ، و سبعون عاما و نحن ننتظر أن تحن السعودية علينا ، و نحن نأمل أن تسد ديوننا و تجعلنا نعيش يومين زي الخلق و الناس ، ، و الله يالتلفزيون الأردني أخيرا لقينا حدا يمنعك من التصوير و النقل ، براو ، هاي بتنحسب للحكومة ، صرنا بنقدر نفتح بعيون الجزيرة ، ما حدا أحسن من حدا مش بس انتو ممنوعين احنا كمان ممنوعين .
حكوماتنا مقري عليها ، أقسم بالله العظيم محجوب لها ، كل حكومة تأتي أسوأ من إلي قبلها ، كل هم الرؤساء أن يجمعوا بعض المال لهم و لأسرهم حلالا أو حراما ، و يعينوا أبنائهم سفراء و مدراء و وزراء ثم يخرجون من الوظيفة ليقضوا العمر يتعزموا على المناسف باللحم البلدي عند الفقراء ، ما بيعرفوا يكونوا معزبين حتى، حكومتنا لا للسدة و لا للهدة و لا لعثرات الزمان ، و الرئيس و الله ما بمون على ... إشي ، و أخر من يعلم و هو مبسوط بهذا الوضع .
إلى متى هذه المهزلة ، لا ، عن جد إلى متى ، يعني بماذا يجب أن يتعلق الشعب الأردني ، بأي أمل ، ماذا يجب أن يفعل ، الانتحار ما شاء الله شبابنا ينتحرون زرافات و وحدانا و الحكومة و لا عندها و لا عند بالها ، الجرائم ، كل يوم إحراق بلديات و طخ على بعض و قتل و سحل و سرقات و حبوب و حشيشة ، صرنا منطقة موبوئة ، هل الحكومة لديها شيء تعد المواطنين به ، أي شيء ، هل يستطيع الرئيس أن يقول لنا ماذا يفعل بمكتبه كل يوم ، هل يحضر استثمارات و أن كان الجواب بنعم فليخبرنا أين هي مشان نهاهيلو و نرقصلو ، هل يدير السياسات الإقليمية ، هل يقيم فرص عمل جديدة ، ماذا يفعل الرئيس و ماذا تفعل الحكومة.
اللهم إن كنت لا ترى في الحكومة التي تدير احوالنا و تقضي على آمالنا خيرا ، اللهم فأجرِ عليها مقادير قوتك و استبدلنا بواحدة خيرا منها ، داخلين عليك و الله ما ظللنا حدا غيرك باسمي و باسم الغلابى من الشعب الأردني ارسل اليك هذه البرقية التي ليس بينها و بينك حجاب و أنت تعرف ما كتب منها بالحبر السري الذي لا تستطيع أن تقرأه الحكومة.
قبل أن أغادر انا انتشلت على إنو بي ديمقراطية و حرية تعبير مش تغدروا بينا !!