وترجل علي العلي والمحمود الحميد
المهندس محمد ابو رياش
24-08-2017 06:02 PM
في منتصف سبيعينيات القرن الماضي ألمَّ ألَمٌ بصديقي عامر الفتى الخليلي اليافع من آل الهشلمون الكرام حيث ارتحلوا حديثا الى حينا وكان من رواد دارة تحفيظ القرآن الكريم في مسجد ابي انشيش القديم في حي الدبايبة بعمان والتي شرفني الله عز وجل بإدارتها والاشراف عليها من قبل امام وخطيب المسجد ابي جواد العدوي رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
سارعت به الى عيادة في شارع الملك طلال قريبة من ساحة النخيل حاليا تصعد اليها بدرجات حجرية رخامية معدودات حتى تنتهي بك الى باب مطلي بالبيج فتدلفه وتدخل غرفة تنتشر فيها بعض الكراسي البلاستيكية على طول جدار هذه الغرفة
ولما يكد ينتهي بنا المجلس الا وبطبيب شاب ملتح لحيته سوداء مشذبة تشذيبا جميلا يرحب بنا ويقول
: تفضلا ادلفا
دخلنا غرفة الفحص حيث يستقر سرير فحص اسود مغطى بشرشف ابيض وأشار الى المريض منا ان يستلقي عليه
فاستلقى الفتى الخليلي واخذ الطبيب الشاب يتفحص صدره ويتصنت الى خفقات قلبه بسماعته الطبية
وبعد أن اتم الفحص اخذ يسأل بعض الاسئلة عن اكل وشرب الفتى
ثم تناول زجاجة دواء وبعض الاقراص واعطاها للفتى طالبا منه التقيد بمواعيد تناولها
مددت يدي الى جيبي كي انقده أجره فأبى وقال رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته
لا اريد منكما سوى دعوات صادقات
خرجنا من عنده غير مصدقين ان هناك أطباء بمثل هذا العلم والخبرة والزهد
سألنا عنه فقيل لنا بانها عيادة الدكتور علي الحوامدة
كانت هذه اول معرفتي به رحمه الله تعالى
سار الزمن وبعد عقدين من تلك الحادثة تشرفت بالعمل تحت قيادته وادارته في المستشفى الإسلامي رئيسا لقسم اللوازم والمشتريات الذي تم استحداثه حديثا واسندت لي رئاسته بالاضافة الى رئاسة كافة لجان المشتريات في المستشفى
كان عاما جميلا رائعا مفعما بالخير والأمل ولا انس ذلك الاربعاء الجميل عندما قدمني رحمه الله الى مسؤولي المراكز الطبية التابعة لجمعية المركز الاسلامي الخيرية في المملكة كافة بانني اتشرف بخدمتهم في شراء كل ما يحتاجونه من لوازم
شاء القدر ان اغادر المستشفى والتحق بوزارة الصحة الاردنية حيث كانت الوظيفة الحكومية مطمح ومأمل الكثيرين لما فيها من امان واستقرار وظيفي وميزات أخرى
عام ١٩٩٩ شغر منصب مدير الخدمات العامة والصيانة في الوزارة فما كان منه رحمه الله تعالى الا ان سارع بتزكيتي الى إشغال هذا المنصب لما رأى في من كفاءات وقدرات
رحمك الله يا ابا عصام رحمة واسعة فقد كنت نعم الطبيب الانسان ونعم القائد المربي ونعم المدير الحاذق ونعم الاخ العطوف الحنون على اخوته، ولا شك كنت السياسي البرلماني الصادق وكنت الخطيب المفوه وكنت الحافظ للعهد المخلص للرسالة والمتعهد للفكرة السامية
نودعك اليوم ابا عصام والقلوب محزونة والعيون تهمي والافئدة تلهج بالدعاء بان ينزلك الله منزلا حسنا ويؤويك مأوى كريما.
رحمك الله تعالى رحمة واسعه وألحقنا بك في عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا
وانا لله وانا اليه راجعون