facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حديث السبعين "إصلاحا"


م. أشرف غسان مقطش
23-08-2017 03:19 PM

في أقل من ستين دقيقة وردت كلمات "إصلاح" و"إصلاحات" و"تصليح" على لسان رئيس الوزراء حوالي سبعين مرة! أي بمعدل مرة فأكثر في الدقيقة الواحدة!

وهذا إن دل على شيء فيما دل عليه، فإنه يدل على أن الإصلاح هو هاجس الرئيس الأول والأخير! هو غاية مناه، وهدف مبتغاه! وهو الدافع الذي يدفعه للعمل ساعات طويلة لم يشأ الرئيس أن يذكر عددها! وهو الحافز الذي يحفزه على أن يعمل طيلة النهار بلا كلل أو ملل وهو يفكر ويحاور ويناقش ويجادل، ويحضر جلسات مجلس النواب ويرد على أسئلتهم، ويتابع مع هذا الوزير أو ذاك هذه القضية او تلك، ويقرا الكتب الواردة ويوقع الكتب الصادرة، ويطلع على التقارير والتوصيات ويدرسها هو وفريقه الوزاري.

ولأن الرئيس حرك يسراه أكثر من يمناه بكثير من المرات؛ فهذا يعني بالنسبة لي أن كلامه كان من القلب، من أعماق الجنان، ومن غور الوجدان، فاليد اليسرى مرتبطة بالقلب! ولهذا كان الرئيس شفافا واضحا دقيقا، وإن زل لسانه مرة خلال المقابلة الثانية له مع برنامج "ستون دقيقة" وجل من لا يسهو أو يخطئ!

والمرة التي ربما سقط فيها الرئيس سهوا كانت حينما قال: "اللامركزية جاءت في نهاية مطاف الإصلاح السياسي"!

ولأن الرئيس تكلم مرة بمنطق الفيزيائيين خلال المقابلة حين تحدث عن جهد مبذول لتحريك شيء من السالب إلى السكون، وعن جهد آخر مصروف لنقل هذا الشيء من السكون إلى الموجب، وحدد بحسب الفيزيائيين أن الجهد الأكبر بين ذينك الجهدين هو الجهد الذي نبذله كي نتحرك بالشيء من السالب إلى السكون؛ فإنني أريد أن ادلو بدلوي في مسألة "نهاية مطاف الإصلاح السياسي" بمنطق الفيزيائيين أيضا!

يقول الفيزيائيون أن كل شيء في هذا الكون في حركة دائبة مستمرة، والحركة هذه نسبية ليست مطلقة.
وبنفس المكيال الذي يكيل به الفيزيائيون لحالة الكون من حركة أو سكون، فإنني أكيل لل"الإصلاح" بالمكيال عينه؛ أي أن "الإصلاح" في حركة دؤوبة مستمرة لا يقف عند حد معين ولا يتوقف عند نقطة أو حتى "فاصلة" بل هو طاقة من طاقات المجتمع لا تفنى ولا تستحدث إنما تتحول من شكل إلى آخر بما يتوافق مع مصلحة الوطن أولا وأخيرا!

ولأن الموضوعية تتطلب مني ككاتب أن أقف على مسافة واحدة من المواطن والمسئول، فإنه لا بد لي من إشادة عقلانية بإنجازات الحكومة برئاسة الرئيس مقرنا هذه الإشادة بلسان حال المواطن إزاء تلك الإنجازات التي أشار إليها الرئيس في حديثه الستين دقيقة إلا دقائق والسبعين "إصلاحا" إلا إصلاحات!

فبينما قال الرئيس: "اللي براجع الأرقام للدين العام وإدارة الدين العام ونسب الفوائد على الدين العام وإنخفاض نسب هذه الفوائد يعلم أنه وزارة المالية والبنك المركزي قد ساروا بالإتجاه الصحيح فيما يتعلق بإدارة الدين العام" -وهذا إنجاز غير مسبوق للحكومة لا مراء فيه- فإن لسان حال المواطن: هل يحس الرئيس بحرقة الوالدين وهما يبحثان عن فرصة عمل لإبنهما الذي ربما كلفتهما دراسته مصاغ الأم وعرق الأب بوظيفتين أو حتى ثلاث لكي يسدد قرضا اقترضه ليغطي به تكاليف دراسة إبنه في إحدى جامعات بلده؟

وبينما أشار الرئيس إلى إنجاز آخر –وهو إنجاز يستحق الذكر- تمثل في إنخفاض النفقات الجارية بنسبة 2% في جانب نفقات الوقود والكهرباء والمياه والقرطاسية؛ فإن المواطن يتساءل: هل يتذوق الرئيس طعم الألم الذي يتلوى به المواطن حينما تمر من أمام عينيه بعد آذان المغرب سيارة دفع رباعي ذات ترميز "5" تصول وتجول على حساب جيبه في الطرقات والشوارع بلا رقيب أو حسيب؟

وبينما تحدث الرئيس بكل فخر وإعتزاز عن أهم إنجازات حكومته الذي تحقق في تخفيض عجز الموازنة بنسبة 24% خلال النصف الأول من العام الحالي، وهو إنجاز يحق للرئيس ولطاقمه الوزاري بالفخر والإعتزاز به، فإن المواطن يغمره الأمل بإجابة تشفي غليله على السؤال التالي: هل يعني ذلك ان هناك بصيص أمل في نهاية نفق ضريبة المبيعات بأن يتم إلغاؤها أو تخفيضها إلى النصف على الأقل؟ وهل نسبة تخفيض عجز الموازنة هذه ستستمر بالصعود على أكتاف تحصيل ضريبة الدخل من المتهربين من تسديد المستحق عليهم منها في ظل سيادة القانون؟

وبينما تحدث الرئيس عن إلغاء ضريبة المغادرة، وهذا إجراء يصفق له بحرارة المسافرون من المواطنين بين الفينة والأخرى، فإن المواطن الذي يستقبل اولئك المواطنين المسافرين ويودعهم يتساءل: هل ستلغى قريبا أجرة وقوف السيارات في مواقف المطار؟

ورغم أنني لا أرى سببا وجيها يدعو المواطن إلى إلغاء هذه الأجرة الزهيدة المبلغ إلا أن المواطن يشدد علي بأن الرئيس قال بأنه يتألم مع كل فلس سحبته أو قد تسحبه الحكومة عاجلا أم آجلا.

وبينما تحدث الرئيس بزهو وسرور عن إنخفاض ديون البلديات بنسب واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فإن المواطن يتساءل: هل يشعر الرئيس بغصة المواطن في حلقه عندما تهتز سيارته هزة قوية بسبب حفرة لم يتم ردمها بشكل مهني أو بسبب "مطب" مباغت لا إشارة تشير إليه مسبقا ولا إنارة تنير من حوله في عتمة الليل أو بسبب تهالك بعض طرقات البلديات وإنجراف بعضها الآخر وخراب بعضها الثالث؟

أما تباهي الرئيس بتبوؤ الأردن المرتبة التاسعة عالميا والثانية عربيا في الأمن والأمان، فإن المواطن يرفض أن يحسب هذا التباهي للرئيس كمسئول، لكنه يقبل أن يحسبه للرئيس كمواطن، ذلك لأن الأردن لم يصل إلى هذه المرتبة في ليلة وضحاها، بل وصل إليها بتراكم جهود كل الحكومات السابقة لهذه الحكومة.
مع هذا، فإن المواطن يعقد الآمال على هذه الحكومة بأن تضع لها هدفا بأن يتقدم الأردن في هذا المجال عدة مراتب على الأقل خلال ما تبقى لها من عمر.

وفي الختام، فإنني كمواطن وليس ككاتب سأبدي رضاي عن أداء هذه الحكومة فيما لو شملني إستطلاع قد يجريه قريبا مركز الدراسات الأستراتيجية بالجامعة الأردنية، وذلك لسبب بالغ الأهمية، لا بل إنه أهم الأسباب وأوجبها بالنسبة لي، وهو أن هذه الحكومة برئاسة الرئيس الملقي لم تسجل عليها شبهة فساد واحدة حتى الآن!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :