اوباما: لدي الكثير مما ساقوله بعد 21 ..
10-01-2009 04:02 AM
نشرت عدة مواقع الكترونية اسرائيلية خبرا مفاده ان طاقم الحكم في اسرائيل الان يشعر بقلق شديد تجاه تصريحات اوباما التي قال فيها: انه لا يستطيع الحديث الان عما يجري في غزة لانه ليس الرئيس بعد.. وان لديه الكثير مما سيقوله حول ذلك بعد ان يتم تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية يوم 21 من الشهر الحالي.
ويضيف الخبر ان جهات اسرائيلية اجرت اتصالات عاجلة مع هيلري كلنتون – وزيرة الخارجية الامريكية في ادارة اوباما - طالبة منها معرفة بالضبط ما الذي عناه اوباما بتلك التصريحات وما الذي من الممكن ان يقوله او يفعله بشأن المجازر الاسرائيلية البشعة في قطاع غزة.. ويضيف الخبر ان كلنتون اعربت لتلك الجهات الاسرائيلية عن عدم معرفتها بما عناه الرئيس القادم للولايات المتحدة.. وانها ايضا قلقة بهذا الخصوص.
المؤشرات المتوفرة حول موقف اوباما من القضية الفلسطينية غامضة.. ولا احد يعرف تحديدا موقفه الفعلي عندما يتربع على المكتب الرئاسي بعد اسبوعين من اليوم. قبل عدة سنوات بينما لم يكن من احلامه حتى الترشح للانتخابات الرئاسية الامريكية عرف عنه موقفا ايجابيا من هذه القضية حيث يقال انه في مجالسه الخاصة كان يردد عبارة مفادها ان ليس هنالك شعب على وجه الارض تعرض لظلم واضطهاد كما تعرض له الشعب الفلسطيني.. وهذا هو الشيئ الوحيد المعروف عن مواقفه كمواطن امريكي من اصول افريقية وعلينا ان نبتعد قليلا عن الاعتقاد السائد لدينا ان لا احد يهتم ايجابيا بقضايا المنطقة.. لأن هذا الموقف ببساطة ينم عن عجز وعن شعور دائم ابحالة الضحية..
اذن، وبناء على هذه المعطيات، يصبح من الخطأ الحكم على مواقف الرجل من هذه القضية قبل ان يتبوأ المنصب الهام والخطير لأن الموقف كله محاط بالغموض وليس هنالك سوابق من الممكن الاسترشاد بها للتنبؤ بموقفه الفعلي بعد ان يصبح رئيسا. وقد يقول قائل ان امريكا تحكمها مؤسسات وبغض النظر عن موقف الرئيس فانه غير قادر حسب معادلات السلطة في امريكا تغيير اي شيئ خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. اعتقادي ان هذا التحليل صحيح ولكنه في نفس الوقت غير دقيق. فالرئيس الامريكي الذي يمتلك سيطرة تامة على السلطة التنفيذية في بلاده بالاضافة الى سيطرته على مفاتيح اساسية في الكونجرس يستطيع ان يتحكم اكثر في سياسات بلاده فقد استطاع بوش الصغير مدعوما بمجموعة من صقور المحافظين الجدد ان يوجه بوصلة السياسات الامريكية كما يريد وان يغير في الثوابت السياسية والاخلاقية التي توجه امريكا الى افاق بعيدة جدا عن محورها المعهود ..
اذن علينا ان ننتظر قدوم اوباما قبل ان نحكم على اتجاهاته خاصة فيما يتعلق بالاحداث الاجرامية غير المسبوقة التي تمارسها اسرائيل الان في غزة.